بطعم العشرة وروح الجدعنة ومرارة الفقر وصدمة الفقد وقف المعلم زينهم علي مسرح حياتنا يرقص علي أوتار أوجاعه وأوجاعنا.
من جديد يعاود الفنان المبدع خالد الصاوي لعبته في نحت ملامح شخصياته من رئيس التحرير في «عمارة يعقوبيان» ومطرب الدرجة الثالثة في «كباريه» إلي المعلم زينهم في فيلم «الفرح» يقتطع الصاوي جزءا أصيلا من قلب ووجدان هذا الشعب الذي لايزال يحمل من النبل ما يجعله قادراً علي البقاء.
زينهم الذي اختصرت أحلامه في شراء ميكروباص لجأ إلي إحدي جمعيات تنظيم الأفراح التي ابتكرت هذه التقليعة لجمع النقود لترد بنفس الطريقة، ورغم الأكاذيب التي تحيط بالأمر وتصل إلي حد استئجار عروسين للفرح إلا أن الاستعدادات تتم بمشاركة الجميع تحت مظلة من الشرعية سبيلاً للتحايل علي الفقر الذي بات ضيفاً دائماً في بيوت الغالبية العظمي من المصريين.
وفي زمن يبيع فيه الإنسان أعضاء جسده من أجل المال، وقف زينهم يرقص حاملاً «سنجة» الفتوة رغم موت أمه التي رحلت وهي غاضبة عليه لأنه استقدم للفرح راقصة وسمح بشرب البيرة، ومع مرارة ندمه بموتها قبل أن تسامحه، أقنعته شلة المنتفعين بأن يستكمل الفرح ليجمع ما يريده وما يريدون من مال.
لحظة قاسية امتزجت فيها الشدة باللين، العنف بالحنان، الحزن بالفرح، القوة بالضعف، لم يكن ليجسدها سوي خالد الصاوي.. الذي أغمض عينيه في سكينة وكأنه يكشف عن أحوالنا التي ترغمنا علي إظهار غير ما نخفيه، نتلون بحسب الطلب، وعلي قدر المنفعة تبرر الوسيلة مهما بلغت قسوتها وخستها.
يتقطر الألم جرعة جرعة خلال ساعات الليل القليلة حين لملمت زوجته أولادها وكومتهم مع صرة ملابسها وهي تتحسر علي حبها لهذا الرجل الذي لم يحترم موت أمه، وتطلب منه الطلاق، لأنه من ليس له خير في من أنجبته، لن يكون له خير فيمن أنجبت أولاده.
وبلطمة علي خده يسكب زينهم أحزانه علينا حين تضيع شنطة الفلوس التي جمعها في الفرح معاتبا الدنيا قائلا: إيه.. مش لاقيه غيري ولا إيه؟!
ورغم ثقل الأحزان لا ينسي ابن البلد الجدع الذي فقد كل شيء أن يربت علي يدي الراقصة التي انهال عليها ضرباً حين امتنعت أمام جسد أمه عن الرقص، ويرد لها نقودها طالباً المغفرة «حقك عليا».
وهكذا انقلب الفرح عزاء، وتنفض الدنيا عن زينهم الذي وقف وحيداً في مشهد النهاية الذي يوجه لنا ما يشبه السؤال: ماذا لو لم يكتمل الفرح مع موت الأم، هل سيكون باستطاعتنا مراجعة أنفسنا لنتخذ الموقف الصحيح؟.. هل نترك أحزاننا لتخرج في وقتها دون أن تقتلتنا ندما وكمداً؟.. هل نمسك اللحظة التي نعطي فيها لأحبائنا ما يستحقون من حب وتقدير قبل فوات الأوان؟..
زينب حسن
20/7/2009
ليست عبرقية كاتب بل هو سحر فنان مبدع ادى دوره كما ينبغى له أن يكون المعلم زينهم موجود كما هو الحال متعهد الافراح محمود الجندى ولدى كل من يؤيد استمرار الفرح مبرراته ... لدى كل من لايؤيد استمرار الفرح مبرراته ... ويوجد عوامل كثيرة ولكن أهمها أن مثل هذه النماذج موجوده وهى حصيلة ما تفعله بنا الحكومات المتتالية رغم الافراج عن حق التعبير المذبوح بسكينه بارده تسمى الديمقراطية في بلدنا أو إذا عممنا الامر في العالم العربي بأكمله حتى أمريكا نفسها لديها جزء من الديمقراطية المذبوحة ولكن الديمقراطية عندا اصحبت ميته … أنا أشيد بأداء الضمير العاجز والذي يتمثل في دور السيدة الفاضلة (كريمة مختار) ولقد كان المخرج أكثر شفافيه مع نفسه وجمهوره عندما أعلن عن وفاة الضمير الذي كان سبب في استيقاظ الراقصه الاولى التى أتت لتحيى الحفل وكذلك توبة الراقصة الثانية ولكن كان أشد حزناً تلك المشهد ووصولنا الى قلة الحيله … الفيلم عباره عن واقع موجود ولكن نحن نحاول إنكاره بشكل أو بآخر لانه كثير السواد … ولنكن أكثر إنصافاً بأن هذا الشعب لديه القدره على النهوض ولكن أين هو القائد … ولو يعلم الانسان أنه مهما فعل فهو راحل من هذه الدنيا لأخذ الاسلام دينه والرسول قدوته وعليه بنفسه …
ردحذفمبروك طلحة mamt340@hotmail.com