الأحد، 22 أبريل 2007

وجوه وأوراق

كم أحب وداع الشتاء وانقضاء إحساسى بالبرد، إلا إننى أضطر لعشقه فى عيون أحبائى الذين يربطون أحلامهم بلياليه، فيدفئون أيامى بروحهم وكلماتهم الممطرة بالحب..
وبعيدا عن الطقس وفصول تمضى دون أن نشعر بها أحيانا، أغمضت عينى لأرى صور أحبائىٍ بألوان الربيع الذى تتفتح زهوره فيرطب نداها نفسى فى أقسى ساعات الصيف وهجيره.
فى زهرة بيضاء رأيت أختى رشا بفستان الزفاف، تمد يدها لى لنرقص سويا كما اعتدنا أن نفعل فى أفراح الأصدقاء والأقارب.
وعلى ورقة وردة حمراء ألمح وجه ابنتى هيا وهى تمرح وتلون البيض، وحين تقع منها واحدة تنظر لى فى انتظار العتاب، وبينما أضحك تقشر البيضة وتتناولها فى غيظ وبراءة.
من بين ثنايا ورقة أخرى لنفس الوردة يطل وجه غائب يبتسم وينظر فى عينى معجبا فأغنى: "واحشنى يا طيب يا أرق من الملاك".. وعندما يهم بالذهاب أقول: "مع السلامة يا حبيب قلبى وسلام، يا ريت تزورنى كل ليلة فى المنام".
الزهرة الصفراء طريق على رصيفه تذكرت "أم محمد" فى انتظار ابنها قادما من ليبيا، وعندما نزل من السيارة وقعت فانتشلها حاضنا وذهبا فى غيبوبة بكاء، ودموع فرحة لم تنقطع بعد قراره أن يظل معها ويتزوج من ابنة خالته فى الحجرة المجاورة لها تحت نفس السقف.
فى الأصفر تستغرقنى صديقتى مروة، فكم تغار من كل ما يأخذنى منها بشرا كان أو حياة، وعلى صفحة لقاءاتنا نضحك ألما على أحلام نزعناها سويا، إلا أننا رغم ذلك نتمسك بالأمل أن نأتيها يوما!
بين قسمات اللون الوردى أنتشى من ابتسامة أبى واقفا فى شارعنا مع عم حسن الذى ألقى عليه السلام فيرد: "ربنا يكرمك"، فأذهب ومعى رضا الدنيا من بشاشة وجهه الممتن.
على تباريح اللون الأزرق ألمح البحر صافيا ورماله تداعب أقدامى، وكلما زادت الزرقة ألقى دعوة بالشفاء لكل مريض.
بريق ألوان الورود فى يوم النسيم لم تحجب عنى فروعا خضراء مسبغة بالأمل فى وطن ينتظر أن نقبض على أحلامه بالكرامة والحرية والعدل..
من وخز الشوك فتحت عينى لأقول: عقارب الساعة لا تعود أبدا للوراء، إلا إننى أسكن أملا عندما أطمئن أنه مهما طالت أيام الشتاء سيأتى الربيع من جديد.

زينب حسن
22/4/2007