إلى صاحب «زهرة الليمون» عيد ميلاد سعيد
ليس من المهم تحديد المكان، فهو أشبه بمزيج من جغرافيا البشر كما يصنعها الكاتب المبدع علاء الديب فى خرائط رواياته وتراكيب شخوصه.. المهم هى تلك اللحظة التى يشرف كاتبنا فيها على السبعين، الجميع حاضراً.. نفس الملامح وذات الوجوه لكنهم فى هذه المرة قرروا أن ينسجوا من أنفسهم ولأنفسهم عالما مختلفاً فى لحظة غير متكررة.
فها هو عبدالخالق المسيرى ينفض شوائب ماضيه الحزين، ويمسك بزهرة ليمون ناضجة يهديها للديب بعد أن حكى له كيف روى زهوره الجافة أمام بيت العائلة، وأعاد لها وله حياة كم تمنى أن يعيشها دون سقطات أو حزن على ما اقترفته أهواء السياسة وفساد الضمائر.
بجانبه وقف منير فكار بعد أن تخلى عن نهمه فى جمع المال، وإلى جواره ولديه وابن عمه محمود، القسمات هادئة عليها سكينة وليس غريبا فى هذه الأجواء أن تأخذ سناء فرج مكانها بين الجميع، نلمس كيف يمكن للمرء أن يتناسى أوجاعه وأحزانه، حتى يقرر أن يبادر بالغفران والتسامح مع الذات قبل الآخرين.
فى الخلف وقف عم رجب والدادة نجية وسيد زينهم وزوجته وضابط نعرفه جيداً وآخرون، والكل يحمل فى يديه زهور البنفسج.
جاءوا للاحتفاء بصانع ملامحهم ومحدد قسماتهم.. جاءوا للحظة تصالح مع ذواتهم التى اعتصرتها الحيرة وتقاذفتها تناقضات نفوسهم، معلنين دخولهم إلى عالم بشرى خالص، على قناعة تامة بأنه متى وجدت الملائكة وجدت الشياطين، وعلينا التأمل والحذر والتعاطى فى عوالم لابد وأن تجمعهما.
فى هذا الجمع يظهر لنا ذلك الكائن الذى نشعر به حاضراً فى كل أعمال علاء الديب، جاء الزمان متجسداً فى لحظة غير مسبوقة يحمل هو أيضا زهور البنفسج، متجاوزاً كالمعتاد حدود المكان، وكما اعتاد التحم بجغرافيا تلك الشخصيات لتبدأ مراسم الاحتفال.
وعذراً، سمحت لنفسى أن أقتحم الجمع وأحمل مثلهم الزهور، وكلنا قد عدنا للبراءة والنقاء وكأننا «أطفال بلا دموع» للتو جئنا للحياة.
جرأتى على الانضمام لهم سببها معرفتى الجيدة بهم، أردت أن أعايش لحظتهم الراهنة، كما عايشت ذكرياتهم وحكاياتهم، فكم عبروا فى كثير من الأحيان عن أشياء هى منى وكنت منها، الغضب الجم، والرومانسية الحالمة، والحزن العميق، والآمال الطموحة، والرغبة الدائمة فى تغيير الواقع.
إنها لحظة التصالح.. لحظة الحقيقة.. لحظة الأمل فى تكملة المشوار مهما عانينا من قسوة الظروف وتناقض النفوس، كما تمرس واعتاد أن يفعل علاء الديب.
وإذا كنت حملت له زهرة فقد أهدانى من قبل ألف زهرة.
ليس من المهم تحديد المكان، فهو أشبه بمزيج من جغرافيا البشر كما يصنعها الكاتب المبدع علاء الديب فى خرائط رواياته وتراكيب شخوصه.. المهم هى تلك اللحظة التى يشرف كاتبنا فيها على السبعين، الجميع حاضراً.. نفس الملامح وذات الوجوه لكنهم فى هذه المرة قرروا أن ينسجوا من أنفسهم ولأنفسهم عالما مختلفاً فى لحظة غير متكررة.
فها هو عبدالخالق المسيرى ينفض شوائب ماضيه الحزين، ويمسك بزهرة ليمون ناضجة يهديها للديب بعد أن حكى له كيف روى زهوره الجافة أمام بيت العائلة، وأعاد لها وله حياة كم تمنى أن يعيشها دون سقطات أو حزن على ما اقترفته أهواء السياسة وفساد الضمائر.
بجانبه وقف منير فكار بعد أن تخلى عن نهمه فى جمع المال، وإلى جواره ولديه وابن عمه محمود، القسمات هادئة عليها سكينة وليس غريبا فى هذه الأجواء أن تأخذ سناء فرج مكانها بين الجميع، نلمس كيف يمكن للمرء أن يتناسى أوجاعه وأحزانه، حتى يقرر أن يبادر بالغفران والتسامح مع الذات قبل الآخرين.
فى الخلف وقف عم رجب والدادة نجية وسيد زينهم وزوجته وضابط نعرفه جيداً وآخرون، والكل يحمل فى يديه زهور البنفسج.
جاءوا للاحتفاء بصانع ملامحهم ومحدد قسماتهم.. جاءوا للحظة تصالح مع ذواتهم التى اعتصرتها الحيرة وتقاذفتها تناقضات نفوسهم، معلنين دخولهم إلى عالم بشرى خالص، على قناعة تامة بأنه متى وجدت الملائكة وجدت الشياطين، وعلينا التأمل والحذر والتعاطى فى عوالم لابد وأن تجمعهما.
فى هذا الجمع يظهر لنا ذلك الكائن الذى نشعر به حاضراً فى كل أعمال علاء الديب، جاء الزمان متجسداً فى لحظة غير مسبوقة يحمل هو أيضا زهور البنفسج، متجاوزاً كالمعتاد حدود المكان، وكما اعتاد التحم بجغرافيا تلك الشخصيات لتبدأ مراسم الاحتفال.
وعذراً، سمحت لنفسى أن أقتحم الجمع وأحمل مثلهم الزهور، وكلنا قد عدنا للبراءة والنقاء وكأننا «أطفال بلا دموع» للتو جئنا للحياة.
جرأتى على الانضمام لهم سببها معرفتى الجيدة بهم، أردت أن أعايش لحظتهم الراهنة، كما عايشت ذكرياتهم وحكاياتهم، فكم عبروا فى كثير من الأحيان عن أشياء هى منى وكنت منها، الغضب الجم، والرومانسية الحالمة، والحزن العميق، والآمال الطموحة، والرغبة الدائمة فى تغيير الواقع.
إنها لحظة التصالح.. لحظة الحقيقة.. لحظة الأمل فى تكملة المشوار مهما عانينا من قسوة الظروف وتناقض النفوس، كما تمرس واعتاد أن يفعل علاء الديب.
وإذا كنت حملت له زهرة فقد أهدانى من قبل ألف زهرة.
زينب حسن
9/2/2009
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق