صلاة الفجر جمعت المصريين والجزائريين داخل مطار الخرطوم
لماذا صمت نظاما البلدين وتركا الحمقي يديرون المباراة من استديوهات الفضائيات المأجورة؟
تعليمات للفضائيات والجرائد بالتصعيد ضد الجزائر
الجزائريون كانوا أكثر تنظيماً وحماساً وغياب التنسيق المصري مع السودانيين سبب الأزمة
ذهبت للسودان لتشجيع المنتخب القومي بين 11 ألف مصري ذهبوا لنفس الغرض، ولم يكن في ذهني الكتابة عن ذلك، لأني أعتقدت أن المشهد انتهي مع صافرة حكم المباراة وفوز الجزائر وتأهلها لمونديال جنوب أفريقيا 2010.. لكن بمجرد وصولي القاهرة ورؤية الحشود التي امتلأ بها المطار يتملكها الخوف والرعب علي ابنائهم الذين ذهبوا للسودان بعد أن شاهدوا «المذبحة» كما وصفتها شاشات الفضائيات وجدت أنه من واجبي تسجيل ما حدث كما رأيته وعشته علي مدار 24 ساعة حيث بدأت أتشكك فعلاً أنني كنت في بلد آخر ووسط جماهير مصرية أخري غير هؤلاء الذين تتصدر كلماتهم وصورهم الفضائيات.
الصور تخبرنا أن المشهد لم ينته، فهناك من يريدون تصعيد الأمر وتوجيهه وفق نظرية المؤامرة الجزائرية السودانية ضد مصر، ربما للتغطية علي الهزيمة أو استغلال بعض السلوكيات والتصرفات التي تخرج عادة من بعض المتعصبين وجعلها قنبلة دخان لإلهاء الناس عن كوارث النظام والمشاكل الكارثية التي تعاني منها مصر علي جميع المستويات أو أن الحزب الوطني الذي تدافعت عناصره بالمئات داخل استاد المريخ بأم درمان ومعظمهم لايعرفون شيئاً عن كرة القدم وأصول التشجيع سوي التي شيرتات التي ارتدوها كدعاية للحزب، وأرادوا بذلك تبييض وجه مبارك وولديه عن طريق مكالمات الرئيس لبعض الفنانين وتأكيده علي تأمين وصولهم ليقولوا ذلك علي كل الفضائيات، أو الكلمات الرنانة التي أطلقها علاء مبارك علي قناة دريم متحدثاً كما قال ليس لأنه ابن رئيس الجمهورية ولكن كمصري غيور علي وطنه، وكأنه كان في انتظار المباراة ليعرفنا بنفسه، وهو الذي كان مع أخيه وبعض أعضاء الحزب أوائل من تركوا الخرطوم بعد أن اطمأنوا علي طائرة المنتخب، والفيديوهات التي تعرضها الفضائيات لهم علي الطائرة خير شاهد علي ذلك، كما أن ضحكاتهم ودعاياتهم مع بعض الفنانين أثناء الرجوع يعطينا مؤشرا حقيقيا علي وطنيتهم وغيرتهم علي هزيمة المنتخب من جهة، وكذلك خوفهم ومتابعتهم المستمرة لحشود الجماهير المصرية التي افترشت أرض مطار الخرطوم في انتظار السفر دون أن يجدوا مسئولاً واحداً من السفارة المصرية بالسودان أو أحد قوات الأمن الخاصة التي أشاعوا أنهم بالعشرات وسافروا مع المشجعين في زي مدني لحمايتهم.
أما الحديث عن العنف والجحيم الجزائري الذي أحاط المشجعين المصريين وارهابهم بالسنج والمطاوي والسكاكين والحجارة فهو كلام مبالغ فيه لأقصي درجة، لأن كل ما نراه علي مجمل شاشات الفضائيات هو أتوبيس واحد تم رشقه بالحجارة من بعض المتعصبين الجزائريين بعد المباراة، وبالفعل لا ننكر حدوث المشاحنات والمضايقات لكن ليس علي ذلك النحو من المبالغة، ويتحمل المسئولية الكبري فيها غياب التنظيم المصري وعدم وجود معلومات واضحة عن مسار الأتوبيسات المصرية هناك وغياب التنسيق الأمني مع الأجهزة السودانية التي ثبت بالفعل أن قدراتهم أقل من تنظيم مباراة بهذا الحجم وهذا الأتوبيس واحد من عشرات ومحمد فؤاد وهيثم شاكر هما اثنان من آلاف، وهذا لايعني الدفاع عن الجزائريين، لكن يجب أن نضع الأمور في حجمها الطبيعي، إذا ما قسنا مثلاً ما جري علي ما يحدث في نطاق الحوادث الفردية لبعض الخارجين عن الروح الرياضية، مثل ما يحدث أحياناً من جماهير الأهلي والزمالك والاسماعيلي، وأعتقد أن ما جري في الإسماعيلية العام الماضي ضد جماهير وفريق الأهلي ليس ببعيد عندما تم القاء الحجارة علي أتوبيس فريق الأهلي وكذلك تم تكسير المدرجات في استاد الاسماعيلية وإلقائها علي اللاعبين والجهاز الفني، وعوقب الاسماعيلي علي ذلك بإجراء عدة مباريات له دون جمهور.
وإليكم سيناريو ما حدث:
1) وصول رحلة مصر للطيران رقم MS3865 إلي مطار الخرطوم فجر 18 نوفمبر 2009 في الساعة 5 صباحاً، وعلي متنها نحو 500 مشجع يحملون أعلام مصر ويرتدي معظمهم تي شيرتات الفريق القومي، وأثناء الوصول لصالة الاستقبال كانت توجد بعض الجماهير الجزائرية التي وصلت في رحلة سابقة، وتم تبادل الهتافات من الجانبين وكالعادة قبيل مثل تلك المباريات يتم الإشارة أنهم سوف يقطعون فريقنا كما تقول الجماهير لبعضها في أغلب الأحيان، ونجحت حينها سلطات المطار في إبعاد جماهير الفريقين.
وعندما أقيمت صلاة الفجر تلاحم بعض جماهير الفريقين في صفوف المصلين في مشهد أبلغ من أي قول.
وبعدها خرجنا من المطار دون حدوث ما يعكر الصفو.
2) علي طول الطريق إلي استاد المريخ بأم درمان وهي مسافة تتجاوز 30 كيلو مترا احتشدت الجماهير السودانية لاستقبال أتوبيسات المشجعين المصريين، وليس علي لسانهم سوي «تحيا مصر».. «عاشت وحدة وادي النيل» «أبوتريكة.. أبوتريكة» «اغلبوهم بالثلاثة».. وطوال السير لم نلحظ إلا قلة من الجماهير الجزائرية وبعض السودانيين الذين رفعوا أعلام الجزائر وهو أمر طبيعي لكن الغلبة كانت لمصر والصور التي أخذناها تؤكد ذلك.
وبالحديث مع بعض السودانيين لفت نظرهم عدم وصول الرحلات المصرية إلا يوم المباراة، بينما الرحلات الجزائرية بدأت تتوافد علي مدار ثلاثة أيام، واستطاعوا شراء ما يقرب من نصف عدد التذاكر التي طرحت في الأسواق وهو ما يبرر التواجد الجزائري الكبير داخل استاد أم درمان إذا ما أضفنا 9 آلاف تذكرة حصلت عليها السفارة الجزائرية.
أما الحديث عن تواطؤ سوداني ودخول جماهيرهم ضمن المدرجات المخصصة لمصر لهذا مغالط تماماً للحقيقة ويشهد علي ذلك التشجيع السوداني الذي لم يتوقف طوال مدة المباراة.. ولا أحد يلوم الجزائريين إذا كانوا أكثر تنظيماً وكفاءة في التعامل مع طبيعة المباراة الحاسمة ويكفي ما قاله لي أحد ممثلي شركات السياحة المصرية بأنه كانت لديهم تعليمات بأن أي الغاء للحجوزات يتم بيعه للحزب الوطني خاصة بعد الشائعات حول المطالبة بعدم سفر السيدات خوفا من التحرش بهم من قبيل مشجعي الجزائر.
3) في استاد المريخ قررت قوات الأمن دخول جماهير الجزائر أولاً، لمنع الاحتكاك، مما أعطي انطباعاً سريعاً بخلو المدرجات المخصصة لمصر، وبالطبع كان ذلك نتيجة تكثيف وصول الرحلات من مصر يوم المباراة فقط، وبعدها امتلأت المدرجات المصرية علي آخرها وكشفت الوقائع جملة من المخالفات أولها في تلك الأعداد الكبيرة التي وصلت الخرطوم ولم يكن معها تذاكر، وادعت لهم شركات السياحة بأنها ترتب لهم كل شيء هناك، وهو ما منع المئات من المصريين دخول الاستاد، وظلوا يفترشون الأرض بالخارج ولم يشاهدوا المبارة.
في المقابل توافدت حوالي 6 رحلات مصرية تحمل أكثر من ألفي مشجع ارتدوا جميعاً تي شيرتات بيضاء عليها من الأمام علم مصر وشعار الحزب الوطني وفي الخلف صورة الشعار علي امتداد الفانلة!
وتساءلنا جميعاً لماذا لم يرتد هؤلاء فانلة منتخب مصر كمعظم المشجعين المصريين الذين سافروا وتحملوا تكلفة السفر من جيوبهم بعكس هؤلاء الذين سافروا علي حساب الحزب؟! شارك معهم في نفس المشهد وفود شركات أحمد عز ومحمد أبوالعينين وطارق نور ونجيب ساويرس الذين دخلوا في مباراة منافسة لإثبات ولائهم للحزب الوطني ورئيسه ووريثه، الذي حشد هؤلاء الآلاف للدعاية له في حين لم تهدأ الجماهير الجزائرية بالتشجيع ورفع الإعلام وكان هناك علم بطول 500 متر غطي مدرجاتهم بالكامل.
أما عن الشائعة بوجود أعلام أرسلتها مصر، فاقتصرت علي بعض الكراتين التي تم القائها خارج الاستاد ولم توزع علي الجماهير بالداخل.
4) عقب انتهاء المباراة وفوز الجزائر خرجت الجماهير المصرية بعد تحية فريق المنتخب علي أدائهم المرضي في مشهد جنائزي صامت حزناً علي الفرحة الضائعة والهزيمة القاسية، ليفاجأ معظمهم بعدم وجود أتوبيسات شركات السياحة الخاصة بهم في أماكنها المحددة، وعليه تحولت الصورة إلي عشوائية تامة، وتدافع البعض إلي الانضمام للأتوبيسات الموجودة بالفعل، ولجأ البعض الآخر إلي ركوب التاكسيات والميكروباصات، بعد أن فشلوا في الوصول إلي أي مسئول مصري أو سوداني لإرشادهم عما يجب فعله في هذا الموقف.
ما علمناه بعد ذلك في المطار أنه كان هناك اتفاق سوداني مع مسئولي البلدين أن يتم نقل جماهير الفريق المهزوم أولاً، لإعطاء فرصة لجماهير الفريق الفائز بالاحتفال ولكن هذا الموقف المسيء من قبل شركات السياحة تسبب في تأخر وصول المصريين للمطار، وهذا ما جعل جماهير الفريقين يتقابلان علي طريق المطار، وحدثت بالفعل بعض أعمال الشغب من قبل مجموعة من المتعصبين الجزائريين الذين ألقوا حجارة وزجاجات فارغة علي احد الأتوبيسات التي كانت تنقل بعض الفنانين ومن بينهم هيثم شاكر، وهو ما حدث أيضا مع سيارة المطرب محمد فؤاد، مما تسبب في حدوث حالة من الارتباك المروري وانفلت الأمر من يد الأمن السوداني الذي وقف حائراً في التعامل مع هذه الاحتكاكات.
وبالطبع هذا أمر غير مقبول وغير مبرر من جماهير الجزائر التي فاز فريقها، ولكن يبدو أن عمليات الشحن الإعلامي من قبل البلدين نجحت في تأجيج مشاعر الكراهية المتبادلة، ليخرج عن نطاق مشاعر التشجيع للفريق الوطني لكل بلد، ويبدو أن ما حدث سوف يؤثر بالسلب علي العلاقات المشتركة بين البلدين العريقين ونحتاج إلي سنوات وسنوات لمعالجة هذا الأمر.
5) ومع تلك المشاهد المسيئة فإن المبالغة الإعلامية لتناول هذه السلوكيات الفردية غير اللائقة من بعض المتهورين لا مبرر لها، بعد نشر بعض الفضائيات شائعات عن ضحايا ووقوع موتي بين المصريين وحصار الجماهير المصرية في قبضة الجحيم الجزائري، وإلقاء مطاوي وسكاكين وسنج علي العربات وهذا يخالف الحقيقة شكلاً وموضوعاً، والرد علي ذلك جاء بالفعل من بيان وزارة الصحة في مصر التي أقرت أنه لايوجد قتلي وعدد الاصابات اقتصر علي 21 مصرياً انحصرت كلها في كدمات وجروح قطعية لايوجد بينهما أي أصابات نتيجة طعنات بأسلحة بيضاء، وقد تم إسعاف 12 منهم في مطار القاهرة والتسعة الباقين وصلوا للمستشفيات وقد خرجوا جميعاً في اليوم التالي لوصولهم.
6) أمام هذا الموقف ووصول الجماهير الجزائرية أولاً إلي مطار الخرطوم اتخذت السلطات السودانية قرارا بتسفير الرحلات الجزائرية وتم انتظار أفواج الجماهير التي تلاقت علي طول الطريق للمطار الذي يصل إلي نحو 30 كيلو متراً من أم درمان إلي الخرطوم وفي الأتوبيس الذي كنت أركبه لم نمر سوي علي سيارات قليلة تحمل المشجعين الجزائريين، وبالفعل كانوا يشيرون إلينا بالهتافات لفوز فريقهم ورفع أعلامهم، وحاول البعض إلقاء بعض الزجاجات الفارغة علينا، ومع توقف المرور في أحد الشوارع اضطر سائق الأتوبيس لتغيير مساره إلي شارع آخر استغرق حوالي ساعة ونصف وحينها جاءت لنا بعض التليفونات عن وقوع قتلي وإصابات في الأتوبيسات الأخرى، مما جعل البعض يطلب من السائق التوقف ونزلوا إلي الشارع محاولين إيجاد عصي أو زجاجات، وقاموا بتكسير أخشاب بعض الأشجار الجافة كنوع من الاحتماء في حال ظهور أي جزائري، الشيء المهين فعلاً هو حدوث كل ذلك مع عدم وجود أي مسئول مصري، وكانت المفاجأة عند وصول الأتوبيسات هو إغلاق جميع بوابات المطار، وأشار بعض الأمن الواقف إلي الدخول من البوابات الخلفية، وهناك تجمهر المشجعون المصريون الذين فاق عددهم 10 آلاف مصري وظللنا واقفين خارج المطار لما يقرب من ساعتين كانت كفيلة ببث الرعب داخل الجميع، والخوف من ظهور الجزائريين المسلحين كما أشاعت بعض وسائل الإعلام وبدأت صرخات الناس تعلو مما جذب كاميرات الفضائيات نحوها وتم التركيز علي تلك المشاهد التي سقط فيها البعض من الإجهاد، وآخرون مما تملك منهم الرعب، وقاموا باتصالات مكثفة بأقاربهم فيما يشبه الاستغاثة ومن ثم تناقلتها الفضائيات من غير التأكد أو متابعة الوقائع.
7) خمس ساعات كاملة من الحادية عشر بعد انتهاء المباراة إلي الرابعة فجراً ما بين الوصول للمطار والانتظار بالخارج ثم الدخول للوقوف في ممر الطائرات وهو مكان غير مسموح بالتواجد فيه كما هو متعارف عليه، لكن لم نجد غيره، إلا أن ظهرت وجوه بعض المصريين قيل لنا إنهم عناصر أمن مصريين وطالبونا بضبط النفس والوقوف حتى ركوب الطائرات، ومع دخول الأتوبيسات تدافعت جموع المشجعين، بل حاول البعض الوصول إلي الطائرات المصرية، حينها اندفعت قوات الأمن السودانية لعمل كردون وحائط بشري موجهين أسلحتهم وعصاهم تجاهنا ليمنعونا من التقدم.
وحين اقتربت من أحدهم وصرخت في وجهه ليفسح لي الطريق رد علي بانفعال قائلاً: «ناسكواهما اللي عملوا فيكم كده»، حينها تداخل احد رجال الأمن المصريين وطلب مني الانتظار مؤكداً أنه سوف ينقلني لإحدى الطائرات مع وصول أول أتوبيس بعد أن امتلأت الأتوبيسات الأخرى، لكنني بمجرد أن التفت عاتبه الأخ السوداني علي طريقة حديثي معه، فرد عليه المصري «عندك حق وإذا تقدم أحد آخر اضربوه ولن نلومك».
هكذا تعامل معنا رجال الأمن الذين أشاعوا أنهم جاءوا لحمايتنا، وهنا أتساءل: أين كان هؤلاء حينما وقعت الاعتداءات الجزائرية علي الأتوبيسات المصرية في طريق المطار؟
8) انطلقت طائرة شركة «المصرية» التي ركبتها في تمام السادسة صباحاً بعد أن ظللنا ساعتين بدون مبرر للانتظار، ولكننا علمنا السر بعدها حين دخل علينا أحد مسئولي وزارة الخارجية وإلي جواره الدكتور نبيل لوقابباوي وزوجته واثنان آخران، حينها احتقن بعض الركاب وصرخوا في طاقم الطائرة لأنهم جعلونا كالرهائن في انتظار السيد الدكتور بعد أن قامت الخارجية بالاتصال بهم رغم أنه كان من الممكن أن يستقل إحدي الطائرات الأخري التي كانت تنقل المصريين بدون الالتزام بأرقام رحلاتهم وتم الاكتفاء بإظهار جوازات سفرنا.
9) وصلنا القاهرة في السابعة صباحاً تقريباً والحزن يخيم علي الجميع، وخرجنا من الصالات لتستقبلنا حشود الأهالي التي ظلت واقفة كما علمنا طوال الليل في انتظار ابنائهم بعد أن شاهدوا برامج الفضائيات ونداءات الاستغاثة، وعندما رجعت للبيت ورأيت ماتبثه تلك البرامج حاولت الاتصال بأحد معدي قناة فضائية رياضية لتوضيح الصورة كما رأيتها كان الرد علي بأننا لدينا تعليمات بتصعيد الأمر ضد الجزائريين وكذلك جاءني الرد من «جريدة يومية مستقلة» ولا أعلم لماذا يتم ذلك ولمصلحة من؟! أعترف أن هناك عدداً من التجاوزات والاعتداءات الجزائرية علي المشجعين المصريين، لكننا كنا أكثر ثباتا والتزاماً وتعاملنا معها بالصورة التي تحفظ لمصر كرامتها ومكانتها، لكن التسويق الإعلامي للكراهية والغضب الأهوج لامبرر له في رأيي سوي أنه قصور في السياسة الخارجية المصرية التي تحاول تغطية فشلها علي حساب المصريين، وتتخيل الوضع معاكساً إذا ما كان فريقنا خرج فائزاً، أعتقد أن الأمر كان سيختلف سيحسب الفوز حينها للقيادة المصرية الحكيمة والتنظيم الكفؤ والحشد الجماهيري الذي نجح فيه الحزب الوطني ورجال الأعمال لكن يبدو وأن إرادة الله كانت فوق الجميع لتكشف الحقيقة وأن من أهان مصر هم هؤلاء المنتفعين الذين تلاعبوا بمشاعر المصريين ورغبتهم المستميتة للبحث عن فرصة لتنجيم أنفسهم ولو في مباراة كرة قدم.
لماذا صمت نظاما البلدين وتركا الحمقي يديرون المباراة من استديوهات الفضائيات المأجورة؟
تعليمات للفضائيات والجرائد بالتصعيد ضد الجزائر
الجزائريون كانوا أكثر تنظيماً وحماساً وغياب التنسيق المصري مع السودانيين سبب الأزمة
ذهبت للسودان لتشجيع المنتخب القومي بين 11 ألف مصري ذهبوا لنفس الغرض، ولم يكن في ذهني الكتابة عن ذلك، لأني أعتقدت أن المشهد انتهي مع صافرة حكم المباراة وفوز الجزائر وتأهلها لمونديال جنوب أفريقيا 2010.. لكن بمجرد وصولي القاهرة ورؤية الحشود التي امتلأ بها المطار يتملكها الخوف والرعب علي ابنائهم الذين ذهبوا للسودان بعد أن شاهدوا «المذبحة» كما وصفتها شاشات الفضائيات وجدت أنه من واجبي تسجيل ما حدث كما رأيته وعشته علي مدار 24 ساعة حيث بدأت أتشكك فعلاً أنني كنت في بلد آخر ووسط جماهير مصرية أخري غير هؤلاء الذين تتصدر كلماتهم وصورهم الفضائيات.
الصور تخبرنا أن المشهد لم ينته، فهناك من يريدون تصعيد الأمر وتوجيهه وفق نظرية المؤامرة الجزائرية السودانية ضد مصر، ربما للتغطية علي الهزيمة أو استغلال بعض السلوكيات والتصرفات التي تخرج عادة من بعض المتعصبين وجعلها قنبلة دخان لإلهاء الناس عن كوارث النظام والمشاكل الكارثية التي تعاني منها مصر علي جميع المستويات أو أن الحزب الوطني الذي تدافعت عناصره بالمئات داخل استاد المريخ بأم درمان ومعظمهم لايعرفون شيئاً عن كرة القدم وأصول التشجيع سوي التي شيرتات التي ارتدوها كدعاية للحزب، وأرادوا بذلك تبييض وجه مبارك وولديه عن طريق مكالمات الرئيس لبعض الفنانين وتأكيده علي تأمين وصولهم ليقولوا ذلك علي كل الفضائيات، أو الكلمات الرنانة التي أطلقها علاء مبارك علي قناة دريم متحدثاً كما قال ليس لأنه ابن رئيس الجمهورية ولكن كمصري غيور علي وطنه، وكأنه كان في انتظار المباراة ليعرفنا بنفسه، وهو الذي كان مع أخيه وبعض أعضاء الحزب أوائل من تركوا الخرطوم بعد أن اطمأنوا علي طائرة المنتخب، والفيديوهات التي تعرضها الفضائيات لهم علي الطائرة خير شاهد علي ذلك، كما أن ضحكاتهم ودعاياتهم مع بعض الفنانين أثناء الرجوع يعطينا مؤشرا حقيقيا علي وطنيتهم وغيرتهم علي هزيمة المنتخب من جهة، وكذلك خوفهم ومتابعتهم المستمرة لحشود الجماهير المصرية التي افترشت أرض مطار الخرطوم في انتظار السفر دون أن يجدوا مسئولاً واحداً من السفارة المصرية بالسودان أو أحد قوات الأمن الخاصة التي أشاعوا أنهم بالعشرات وسافروا مع المشجعين في زي مدني لحمايتهم.
أما الحديث عن العنف والجحيم الجزائري الذي أحاط المشجعين المصريين وارهابهم بالسنج والمطاوي والسكاكين والحجارة فهو كلام مبالغ فيه لأقصي درجة، لأن كل ما نراه علي مجمل شاشات الفضائيات هو أتوبيس واحد تم رشقه بالحجارة من بعض المتعصبين الجزائريين بعد المباراة، وبالفعل لا ننكر حدوث المشاحنات والمضايقات لكن ليس علي ذلك النحو من المبالغة، ويتحمل المسئولية الكبري فيها غياب التنظيم المصري وعدم وجود معلومات واضحة عن مسار الأتوبيسات المصرية هناك وغياب التنسيق الأمني مع الأجهزة السودانية التي ثبت بالفعل أن قدراتهم أقل من تنظيم مباراة بهذا الحجم وهذا الأتوبيس واحد من عشرات ومحمد فؤاد وهيثم شاكر هما اثنان من آلاف، وهذا لايعني الدفاع عن الجزائريين، لكن يجب أن نضع الأمور في حجمها الطبيعي، إذا ما قسنا مثلاً ما جري علي ما يحدث في نطاق الحوادث الفردية لبعض الخارجين عن الروح الرياضية، مثل ما يحدث أحياناً من جماهير الأهلي والزمالك والاسماعيلي، وأعتقد أن ما جري في الإسماعيلية العام الماضي ضد جماهير وفريق الأهلي ليس ببعيد عندما تم القاء الحجارة علي أتوبيس فريق الأهلي وكذلك تم تكسير المدرجات في استاد الاسماعيلية وإلقائها علي اللاعبين والجهاز الفني، وعوقب الاسماعيلي علي ذلك بإجراء عدة مباريات له دون جمهور.
وإليكم سيناريو ما حدث:
1) وصول رحلة مصر للطيران رقم MS3865 إلي مطار الخرطوم فجر 18 نوفمبر 2009 في الساعة 5 صباحاً، وعلي متنها نحو 500 مشجع يحملون أعلام مصر ويرتدي معظمهم تي شيرتات الفريق القومي، وأثناء الوصول لصالة الاستقبال كانت توجد بعض الجماهير الجزائرية التي وصلت في رحلة سابقة، وتم تبادل الهتافات من الجانبين وكالعادة قبيل مثل تلك المباريات يتم الإشارة أنهم سوف يقطعون فريقنا كما تقول الجماهير لبعضها في أغلب الأحيان، ونجحت حينها سلطات المطار في إبعاد جماهير الفريقين.
وعندما أقيمت صلاة الفجر تلاحم بعض جماهير الفريقين في صفوف المصلين في مشهد أبلغ من أي قول.
وبعدها خرجنا من المطار دون حدوث ما يعكر الصفو.
2) علي طول الطريق إلي استاد المريخ بأم درمان وهي مسافة تتجاوز 30 كيلو مترا احتشدت الجماهير السودانية لاستقبال أتوبيسات المشجعين المصريين، وليس علي لسانهم سوي «تحيا مصر».. «عاشت وحدة وادي النيل» «أبوتريكة.. أبوتريكة» «اغلبوهم بالثلاثة».. وطوال السير لم نلحظ إلا قلة من الجماهير الجزائرية وبعض السودانيين الذين رفعوا أعلام الجزائر وهو أمر طبيعي لكن الغلبة كانت لمصر والصور التي أخذناها تؤكد ذلك.
وبالحديث مع بعض السودانيين لفت نظرهم عدم وصول الرحلات المصرية إلا يوم المباراة، بينما الرحلات الجزائرية بدأت تتوافد علي مدار ثلاثة أيام، واستطاعوا شراء ما يقرب من نصف عدد التذاكر التي طرحت في الأسواق وهو ما يبرر التواجد الجزائري الكبير داخل استاد أم درمان إذا ما أضفنا 9 آلاف تذكرة حصلت عليها السفارة الجزائرية.
أما الحديث عن تواطؤ سوداني ودخول جماهيرهم ضمن المدرجات المخصصة لمصر لهذا مغالط تماماً للحقيقة ويشهد علي ذلك التشجيع السوداني الذي لم يتوقف طوال مدة المباراة.. ولا أحد يلوم الجزائريين إذا كانوا أكثر تنظيماً وكفاءة في التعامل مع طبيعة المباراة الحاسمة ويكفي ما قاله لي أحد ممثلي شركات السياحة المصرية بأنه كانت لديهم تعليمات بأن أي الغاء للحجوزات يتم بيعه للحزب الوطني خاصة بعد الشائعات حول المطالبة بعدم سفر السيدات خوفا من التحرش بهم من قبيل مشجعي الجزائر.
3) في استاد المريخ قررت قوات الأمن دخول جماهير الجزائر أولاً، لمنع الاحتكاك، مما أعطي انطباعاً سريعاً بخلو المدرجات المخصصة لمصر، وبالطبع كان ذلك نتيجة تكثيف وصول الرحلات من مصر يوم المباراة فقط، وبعدها امتلأت المدرجات المصرية علي آخرها وكشفت الوقائع جملة من المخالفات أولها في تلك الأعداد الكبيرة التي وصلت الخرطوم ولم يكن معها تذاكر، وادعت لهم شركات السياحة بأنها ترتب لهم كل شيء هناك، وهو ما منع المئات من المصريين دخول الاستاد، وظلوا يفترشون الأرض بالخارج ولم يشاهدوا المبارة.
في المقابل توافدت حوالي 6 رحلات مصرية تحمل أكثر من ألفي مشجع ارتدوا جميعاً تي شيرتات بيضاء عليها من الأمام علم مصر وشعار الحزب الوطني وفي الخلف صورة الشعار علي امتداد الفانلة!
وتساءلنا جميعاً لماذا لم يرتد هؤلاء فانلة منتخب مصر كمعظم المشجعين المصريين الذين سافروا وتحملوا تكلفة السفر من جيوبهم بعكس هؤلاء الذين سافروا علي حساب الحزب؟! شارك معهم في نفس المشهد وفود شركات أحمد عز ومحمد أبوالعينين وطارق نور ونجيب ساويرس الذين دخلوا في مباراة منافسة لإثبات ولائهم للحزب الوطني ورئيسه ووريثه، الذي حشد هؤلاء الآلاف للدعاية له في حين لم تهدأ الجماهير الجزائرية بالتشجيع ورفع الإعلام وكان هناك علم بطول 500 متر غطي مدرجاتهم بالكامل.
أما عن الشائعة بوجود أعلام أرسلتها مصر، فاقتصرت علي بعض الكراتين التي تم القائها خارج الاستاد ولم توزع علي الجماهير بالداخل.
4) عقب انتهاء المباراة وفوز الجزائر خرجت الجماهير المصرية بعد تحية فريق المنتخب علي أدائهم المرضي في مشهد جنائزي صامت حزناً علي الفرحة الضائعة والهزيمة القاسية، ليفاجأ معظمهم بعدم وجود أتوبيسات شركات السياحة الخاصة بهم في أماكنها المحددة، وعليه تحولت الصورة إلي عشوائية تامة، وتدافع البعض إلي الانضمام للأتوبيسات الموجودة بالفعل، ولجأ البعض الآخر إلي ركوب التاكسيات والميكروباصات، بعد أن فشلوا في الوصول إلي أي مسئول مصري أو سوداني لإرشادهم عما يجب فعله في هذا الموقف.
ما علمناه بعد ذلك في المطار أنه كان هناك اتفاق سوداني مع مسئولي البلدين أن يتم نقل جماهير الفريق المهزوم أولاً، لإعطاء فرصة لجماهير الفريق الفائز بالاحتفال ولكن هذا الموقف المسيء من قبل شركات السياحة تسبب في تأخر وصول المصريين للمطار، وهذا ما جعل جماهير الفريقين يتقابلان علي طريق المطار، وحدثت بالفعل بعض أعمال الشغب من قبل مجموعة من المتعصبين الجزائريين الذين ألقوا حجارة وزجاجات فارغة علي احد الأتوبيسات التي كانت تنقل بعض الفنانين ومن بينهم هيثم شاكر، وهو ما حدث أيضا مع سيارة المطرب محمد فؤاد، مما تسبب في حدوث حالة من الارتباك المروري وانفلت الأمر من يد الأمن السوداني الذي وقف حائراً في التعامل مع هذه الاحتكاكات.
وبالطبع هذا أمر غير مقبول وغير مبرر من جماهير الجزائر التي فاز فريقها، ولكن يبدو أن عمليات الشحن الإعلامي من قبل البلدين نجحت في تأجيج مشاعر الكراهية المتبادلة، ليخرج عن نطاق مشاعر التشجيع للفريق الوطني لكل بلد، ويبدو أن ما حدث سوف يؤثر بالسلب علي العلاقات المشتركة بين البلدين العريقين ونحتاج إلي سنوات وسنوات لمعالجة هذا الأمر.
5) ومع تلك المشاهد المسيئة فإن المبالغة الإعلامية لتناول هذه السلوكيات الفردية غير اللائقة من بعض المتهورين لا مبرر لها، بعد نشر بعض الفضائيات شائعات عن ضحايا ووقوع موتي بين المصريين وحصار الجماهير المصرية في قبضة الجحيم الجزائري، وإلقاء مطاوي وسكاكين وسنج علي العربات وهذا يخالف الحقيقة شكلاً وموضوعاً، والرد علي ذلك جاء بالفعل من بيان وزارة الصحة في مصر التي أقرت أنه لايوجد قتلي وعدد الاصابات اقتصر علي 21 مصرياً انحصرت كلها في كدمات وجروح قطعية لايوجد بينهما أي أصابات نتيجة طعنات بأسلحة بيضاء، وقد تم إسعاف 12 منهم في مطار القاهرة والتسعة الباقين وصلوا للمستشفيات وقد خرجوا جميعاً في اليوم التالي لوصولهم.
6) أمام هذا الموقف ووصول الجماهير الجزائرية أولاً إلي مطار الخرطوم اتخذت السلطات السودانية قرارا بتسفير الرحلات الجزائرية وتم انتظار أفواج الجماهير التي تلاقت علي طول الطريق للمطار الذي يصل إلي نحو 30 كيلو متراً من أم درمان إلي الخرطوم وفي الأتوبيس الذي كنت أركبه لم نمر سوي علي سيارات قليلة تحمل المشجعين الجزائريين، وبالفعل كانوا يشيرون إلينا بالهتافات لفوز فريقهم ورفع أعلامهم، وحاول البعض إلقاء بعض الزجاجات الفارغة علينا، ومع توقف المرور في أحد الشوارع اضطر سائق الأتوبيس لتغيير مساره إلي شارع آخر استغرق حوالي ساعة ونصف وحينها جاءت لنا بعض التليفونات عن وقوع قتلي وإصابات في الأتوبيسات الأخرى، مما جعل البعض يطلب من السائق التوقف ونزلوا إلي الشارع محاولين إيجاد عصي أو زجاجات، وقاموا بتكسير أخشاب بعض الأشجار الجافة كنوع من الاحتماء في حال ظهور أي جزائري، الشيء المهين فعلاً هو حدوث كل ذلك مع عدم وجود أي مسئول مصري، وكانت المفاجأة عند وصول الأتوبيسات هو إغلاق جميع بوابات المطار، وأشار بعض الأمن الواقف إلي الدخول من البوابات الخلفية، وهناك تجمهر المشجعون المصريون الذين فاق عددهم 10 آلاف مصري وظللنا واقفين خارج المطار لما يقرب من ساعتين كانت كفيلة ببث الرعب داخل الجميع، والخوف من ظهور الجزائريين المسلحين كما أشاعت بعض وسائل الإعلام وبدأت صرخات الناس تعلو مما جذب كاميرات الفضائيات نحوها وتم التركيز علي تلك المشاهد التي سقط فيها البعض من الإجهاد، وآخرون مما تملك منهم الرعب، وقاموا باتصالات مكثفة بأقاربهم فيما يشبه الاستغاثة ومن ثم تناقلتها الفضائيات من غير التأكد أو متابعة الوقائع.
7) خمس ساعات كاملة من الحادية عشر بعد انتهاء المباراة إلي الرابعة فجراً ما بين الوصول للمطار والانتظار بالخارج ثم الدخول للوقوف في ممر الطائرات وهو مكان غير مسموح بالتواجد فيه كما هو متعارف عليه، لكن لم نجد غيره، إلا أن ظهرت وجوه بعض المصريين قيل لنا إنهم عناصر أمن مصريين وطالبونا بضبط النفس والوقوف حتى ركوب الطائرات، ومع دخول الأتوبيسات تدافعت جموع المشجعين، بل حاول البعض الوصول إلي الطائرات المصرية، حينها اندفعت قوات الأمن السودانية لعمل كردون وحائط بشري موجهين أسلحتهم وعصاهم تجاهنا ليمنعونا من التقدم.
وحين اقتربت من أحدهم وصرخت في وجهه ليفسح لي الطريق رد علي بانفعال قائلاً: «ناسكواهما اللي عملوا فيكم كده»، حينها تداخل احد رجال الأمن المصريين وطلب مني الانتظار مؤكداً أنه سوف ينقلني لإحدى الطائرات مع وصول أول أتوبيس بعد أن امتلأت الأتوبيسات الأخرى، لكنني بمجرد أن التفت عاتبه الأخ السوداني علي طريقة حديثي معه، فرد عليه المصري «عندك حق وإذا تقدم أحد آخر اضربوه ولن نلومك».
هكذا تعامل معنا رجال الأمن الذين أشاعوا أنهم جاءوا لحمايتنا، وهنا أتساءل: أين كان هؤلاء حينما وقعت الاعتداءات الجزائرية علي الأتوبيسات المصرية في طريق المطار؟
8) انطلقت طائرة شركة «المصرية» التي ركبتها في تمام السادسة صباحاً بعد أن ظللنا ساعتين بدون مبرر للانتظار، ولكننا علمنا السر بعدها حين دخل علينا أحد مسئولي وزارة الخارجية وإلي جواره الدكتور نبيل لوقابباوي وزوجته واثنان آخران، حينها احتقن بعض الركاب وصرخوا في طاقم الطائرة لأنهم جعلونا كالرهائن في انتظار السيد الدكتور بعد أن قامت الخارجية بالاتصال بهم رغم أنه كان من الممكن أن يستقل إحدي الطائرات الأخري التي كانت تنقل المصريين بدون الالتزام بأرقام رحلاتهم وتم الاكتفاء بإظهار جوازات سفرنا.
9) وصلنا القاهرة في السابعة صباحاً تقريباً والحزن يخيم علي الجميع، وخرجنا من الصالات لتستقبلنا حشود الأهالي التي ظلت واقفة كما علمنا طوال الليل في انتظار ابنائهم بعد أن شاهدوا برامج الفضائيات ونداءات الاستغاثة، وعندما رجعت للبيت ورأيت ماتبثه تلك البرامج حاولت الاتصال بأحد معدي قناة فضائية رياضية لتوضيح الصورة كما رأيتها كان الرد علي بأننا لدينا تعليمات بتصعيد الأمر ضد الجزائريين وكذلك جاءني الرد من «جريدة يومية مستقلة» ولا أعلم لماذا يتم ذلك ولمصلحة من؟! أعترف أن هناك عدداً من التجاوزات والاعتداءات الجزائرية علي المشجعين المصريين، لكننا كنا أكثر ثباتا والتزاماً وتعاملنا معها بالصورة التي تحفظ لمصر كرامتها ومكانتها، لكن التسويق الإعلامي للكراهية والغضب الأهوج لامبرر له في رأيي سوي أنه قصور في السياسة الخارجية المصرية التي تحاول تغطية فشلها علي حساب المصريين، وتتخيل الوضع معاكساً إذا ما كان فريقنا خرج فائزاً، أعتقد أن الأمر كان سيختلف سيحسب الفوز حينها للقيادة المصرية الحكيمة والتنظيم الكفؤ والحشد الجماهيري الذي نجح فيه الحزب الوطني ورجال الأعمال لكن يبدو وأن إرادة الله كانت فوق الجميع لتكشف الحقيقة وأن من أهان مصر هم هؤلاء المنتفعين الذين تلاعبوا بمشاعر المصريين ورغبتهم المستميتة للبحث عن فرصة لتنجيم أنفسهم ولو في مباراة كرة قدم.
زينب حسن
جريدة الكرامة - العدد 206
23/11/2009
جريدة الكرامة - العدد 206
23/11/2009
شكرا لك زينب على هذه الشهادة الهامّة التي تبيّن ما خفي وتفسّر الكثير ممّا عتّمته الأجهزة الرسميّة والإعلام المأجور حول حقيقة ما جرى في أم درمان
ردحذففعلاً شكراً لكِ
ردحذفأولا حمد الله عالسلامة ، ثانيا إحمدي ربنا إنها جت على قد كده معاكي ، إنت بتقولي في مبالغة و تهويل ، بس في ناس حظهم كان أسوء من حظك بكتير و شافوا لحظات سودة فعلا ، و في ناس أصحابي مشيوا قبل الماتش بتلت ساعة و راحوا المطار و روحوا بيوتهم من غير خدش واحد ، و أي قصة من دول التعميم فيها مش مطلوب ، و عن الإصابات ، كفاية بس الترويع و الإرهاب و إسمعي مكالمة محمد فؤاد بتاعت البيت بيتك بالذات ، و ربنا يجازي أي حد كان ليه سبب في إللي حصل ، و عيد سعيد
ردحذفشكرا لصراحتك.الحقيقة نلاحظ مبالغة القنوات المصرية في سرد ما حدث حتى أننا بدأنا نتجنب مشاهدتها .
ردحذفشكرا لكي زينب فشهادتك هذه مهمة جدا. بارك الله فيك و لك. فمن الواضح أن أبواق النذام المصري تريد التصعيد ضد الجزائر و شعبها و زرع الكراهية بين الشعبين. لمصلحة من و ماذا؟
ردحذفعزيزتي ياسمين طبعا كلامك كان في شئ من الصحة وشئ تاني من الاكاذيب حيث ان من غير المعقول ان كل الاحداث التي حدثت كانت في صالح المنتخب الجزئري وان التنظيم المصري لتي تتحدثين عن وانتي لا تدركين شئ بالمرة عنه لانك لم تزكري السبب الحقيقي وراء التاخير الذي حدث من الجانب لمصري وهوا المباحثات التي تمت بشان خروج الفريق الخاسر الاول من الملعب ومعه الجماهير وهناك الكثير ولاكني اكتفي بهذا
ردحذفشكرا
ردحذفانا من الاول وانا حاسس ان فيه حاجة غلط
ردحذفاصل كرامة مصر لما بتنقح علي اللي هايننها بقالهم 28 سنة يبقي اكيد الموضوع مش طبيعي
msh ha2ool 3'eer F**k U dh ento nas mabetsda2o zeeta w teshba3o feeha 5ena2 7aram 3aleeko ya awsa5 ba3d kol ely 7asal dh w 3awzeen tlabesooha fel dawla w el 7kooma
ردحذفإعلام مصري رخيص أساء لبلده إلى حدّ العار
ردحذفسذاجة وضحك على الذقون يحاولون حبك أفلام وطرهات لا أساس لها من الصحة ...
فبالله عليكم يا مصريين تصوروا أنفسكم مكان الجزائريين وأنتم تستمعون كل يوم للسب والشتم والإنتهاك أمام شاشاتكم وفي منازلكم قبل المقابلة بشهر أو أكثر إلى يومنا هذا ... ماذا سيكون موقفكم ؟؟؟
والأغرب من هذا السلط المصرية تشاهد ذلك منذ مدة ولم تحرك ساكنا معنى هذا موافقة على ما يقال .....
الإجابة بكل تأكيد سوف تكرهون هذا الإعلام وتكرهون من يسانده من مصريين وسوف يشعل نار الفتنة لدى الجزائريون وحتى بقية البلدان العرب ملّت إلى حدّ الإشمئزاز من تفاهة هؤلاء ... ألهذه الدرجة يعتبرون الشعب المصري ساذج ليصدق مزاعمهم وطرهاتهم وكذبهم المفضوح ......
أنا متأكد من أن العديد من المصريين العقلانيين الناضجين كرهوا ما يقولونه وينتظرون بفارغ الصبر
نهاية هذا الكابوس المزعج لهذا الإعلام التافه الذي يبيع الوهم للشعب المصري وهو أكبر بكثير من إعلام ساقط وموجه للأهداف سياسية وأغراض خاصة ...
شخصيا لست جزائري لكن بالله هل رأيتم التلفزة الجزائرية تبث بما تبثه به القنوات المصرية ؟؟؟
ولا تقولوا الصحف هناك فرق كبير بين الصحيفة والتلفزة
لأن الصحيفة هدفها الأساسي تجاري وهي تعتمد على العناوين الرنانة لبيع أكثر أكثر ما يمكن من صحف
رايك جميل جدا يا زينب
ردحذفبس فى حاجة مهمة جدا انتى نسيتيها
ان اللى حصل كمان كان تغطية على الهزيمة
وانا ضد نسب اى اخفاق للحكومة وضد نسب اى نجاح لهم ايضا
وشكرا على الكلام الرائع
الحمد لله على كل حال وخصوصا ان هنالك العديد والعديد من المصريين الذين فهموا بان هنالك مؤامرة دنيئة بطلها الحزب الحاكم وتتعدى كرامة المصري كما يدعون والتي تداس كل يوم
ردحذفيا جماعة انتم مشفتوش اللى حصل للمصريين فى الجزائر من اعتداءات وحصار وتحطيم الشركات المصرية فى الجزائر وولعو فى شركة مصر للطيران وحذفو كلمة مصر ووضعوا مكانها نجمة داوود واللى الاعلام بتاعهم بيعملو فى جريدة الهداف والشروق ابقو اعرفو كويس وبعدين اتكلمو
ردحذفوالله الأزمة دي كشفت ناس كتير .. طبعا واضح جدا إن المقالة مسيسة بالدرجة الأولى وللأسف ماوالت تتمع المعارضة بعدم الذكاء السياسي لدرجة إنها بتقف ضد مشاعر الشعب وبتزيف حقائق واضحة بتعتقد أنها كده بتصب في مصلحتها .. إنكم تخسرون كل يوم أكثر كثيرا مماتكسبوه بتلك الشهادات المسيسة .. من المعروف ان يمر بالحدث لايرى كل الصورة ولايستطيع أن يحيط بكل أبعادها .. وهذا يجب إقراره وهو مالم تفعليه .. بالإضافة إلا التغاضي عن أمور وذكر أمور اخى يعتبر تزييف وتضخيم احداث وتجاهل أحداث يعتبر تزييف ... يخسر الكرامة كثيرا بهذا القلم .. والغريب أن إسمه الكرامة والمقال ماهو إلا إنبطاح .. للأسف مقال مزيف ومسيس
ردحذفشكرا ، لمساهمتك و لمحاولتك نزع الفتيل
ردحذفزينب أول مرة أعرف ان لكي مدونة
ردحذفلكن الذي يدهشني حقا ان من يرى الحقيقة جلية لا يزال يدفس رأسه في المرحاض.. حتى الرمال نفختها الرياح..!
ورأينا من يجرمهم شنآن القوم ألا يعدلوا.. فلم يعدلوا ومفيش أي مشاكل..!
الذي انكشف بالفعل هم أبواق السلطة والأقليميون والأصوات المزيفة -بكسر الياء المشددة- المنادية بالدولة الإلهة التي لا يأتيها الباطل من أي حتة..
إعلام جمال مبارك وقع في غلطة جميلة قوي قبيل حادث قطار العياط بأشهر قلائل في سلسلة حملاته على جميع الأصعدة لرفع مسئولية أي شيء عن الحكومة ورميها على الشعب..
قال لك: المصري اللي على حق يقول للغلط لأ
..أيا كان مرتكب هذا الغلط..!
ولا عزاء للعقلاء
دمت صوتا للكرامة يا زينب
تهانينا، لقد جعلت من نفسك ومن صحيفتك صوتاً مختلفا عن الآخرين - أتمني أن تكوني أيضا حققت هدفك في الظهور مع من تتكلمي عنهم سلباً. أنا متأكد أن صحيفتك سوف تلقي رواجاً مثلها مثل صحف المعارضة المشهورة بعد نشرك تلك المقال. حظا سعيداً، أراك في الفضائيات .
ردحذفبصراحة رغم ما ستحمله لك صراحتك من مشاكل فأنت رائعة ، واصلي التألق سأكون من متتبعي مقالاتك حتى بعد نهاية هذه المسرحية لك كل التحية من تونسي .
ردحذفأنا تونسي، ونحن هنا نشعر بالصدمة الشديدة من معالجة الاعلام المصري لبعض التجاوزات التي حصلت من جماهير البلدين بدرجات متفاوتة.
ردحذفنحن هنا نشاهد الشرق والغرب، ونقارن بين الفضائيات المصريةو العربية الأخرى والجزائرية.. لم أعتقد أن أرى في حياتي مثل ما أراه اليوم على الشاشات المصرية..
لقد لاحظت قبل مباراة القاهرة التجييش الاعلامي المبالغ فيه، وأشفقت على شعوبنا العربية من هذا التخدير المتعمد لصرف الاهتمام عن القضايا الحقيقية وعن الاعتداءات الحقيقية اليومية على كرامة المواطن والامة، وقلت ليت الهزيمة تحيق بالفريقين حتى يفيق الشعبان المسطولان بالكرة على حقيقة المآسي اليومية..
ولن تصدقوا فرحي بهزيمة الفريق التونسي، فالترشح في مثل بلداننا لن يخدم إلا من يرغب صرف اهتمام المواطن عن المتجاوزين وسارقي الخبز والمستقبل والوطن..
نحن نشاهد ونقارن، ونشاهد غير العرب وخاصة القنوات الفرنسية والايطالية وغيرها. لقد قضيت بعض الساعات وأنا أشاهد القنوات المصرية وهي تنفخ في بوق الكرامة المصرية والمطالبة "بالحق" ووصل الامر ببعضهم للتوجه إلى جزار سائلا إياه "لو جاء قدامك جزائري تعملو إيه؟" فقال له الجزار الذي أقنعه الاعلام بأن كرامته قد جرحت "والله العظيم أفرمه بالسكاكين دي" فقال الصحفي الفذ "زي الذبائح دي" فقال له "زي الذبائح دي" وقام المضور المحترف بتوجيه الكامرا نحو الذبائح.. لم يعلم هؤلاء كم قانونا كونيا ومصريا قد خالفوا بمثل هذه اللقطة الخطيرة للغاية وغيرها كثير..
وقناة المستقلة في سعيها المضني لتقريب الرؤى واصلاح ذات البين، ومن ناحية أخرى القنوات الفرنسية وهي تناقش ما أسمته "الترشح المخجل" للفريق الفرنسي أمام الفريق الايرلندي وما يجب فعله لتحسين أخلاق اللاعبين كي لا يغشوا ...
فقلت ما أبعدنا عن هؤلاء القوم..
الاخت الصحفية شكرا على هذه الشهادة، نحن نعلم أن الخيرين في مصر هم الغالبية لكننا لا نسمع إلا هؤلاء.. لقد جرحنا هؤلاء كثيرا لا بشتائمهم لاخواننا الجزائريين ولكن بما أثبتوه لنا من تخلفنا الكبير كعرب (إن تفضلوا بالاعتراف بعروبتنا) عن البلدان المتحضرة..
وكما قال أحمد ابن أبي الضياف في القرن 19 : لقد سبقنا القوم إلى الحضارة بأحقاب، نسأل الله حسن العاقبة..
وياترى بقى اكياس وجبات القتال اللي شفناها على الاوربيت دي الهوا رماها من الجزائر على السودان
ردحذفنسيت اسأل سؤال تاني ...شركاتنا ومكتب مصر للطيران اللي اتحرقو واتكسرو ...والمصريين اللي كانو ومازالو عايشيين في رعب في الجزاير لحد اللجظه دول برضه حظهم سيئ
ردحذفرسالة اى الاخوة المصريين كفاكم تضخما لذات امجادكم ولت منذ عشرين قرنا مع نهاية اخر فرعون و لم يبقى منكم اليوم الا دولة نعيش 200 سنة تبعية لامريكا انفجار ديمغرافي خصاصة فقر حزب حاكم يحاول توريث السلطة و جعل الحكم وراثيا عميل في جانفي الفارط باع فلسطين للصهاينة و في نوفمبر هذا يبيع العروبة باكملها للصهاينة و احبائه الامريكان
ردحذفلمن لا يعرف تاريخ الجزائر و سولت له نفسه التافهة و الامارة بالسوء ان يسميها لقيطة او كما قال محمد صبحي طول عمرها رمية نفسها في حضن امريكا اقول له انني لن اتكلم عن الجزائر لان المليوني شهيد سيتكلمون و ان رجال جيش الحرايرية سيتكلمون وان الجزائر بلاد الاحرار كما هي مصر بلاد الاحرار ايظا اقول لمن بشتم الجزائر اقول له كفاك عيبا فانت تجهل تاريخهم الان تاريخهم ارفع من ان يحكى في عشرين مسلسلا و من ان تصورا افلاما و ان حبهم لوطنهم و لاخوانهم العرب لا يسمح لهم ان يشتموكم علنا
مصر بلد الخير نعم مصر بلد الاحرار من محمد علي ل بيرم التونسي ل عبد الناصر و قد ضنناها واسعة الصدر لتتحمل غضب مشجعي الجزائر الذين تعرضوا قبل يومين بدورهم للعنف و لاقذع الشتائم على العلن و لم تتم حمايتهم في مصر و لم يتلقوا حتى حسن الضيافة
اقول للقنوات المصرية ان ما تقدمونه من شحن لمشاعر الكراهية و الحقد سيعود بالوبال على الجميع وان ما افسدتوه لن يعود بسهولة انتظروا حربا اخرى حتى يسامحكم الجزائريون عما فعلتموه الان كبرياء الجزائري صعب ان يخدش و اذا خدش يصعب ان يندمل اقول اخيرا
ان الفتنة اشد من القتل و ما فعلتموه سيعاقبكم التاريخ عليه
نعم هى فتنة، و لكل الفرقين مصر أو الجزائر نصيبه من الأخطاء حكومة و شعبا و إعلاما، و كان من الممكن التغاضى عن كل ما حدث، و لكن حدث ما أغضب الشعب المصرى بشكل غير مسبوق و أكثر مما يحتمل شعب مصر البسيط المسالم بطبعه، و هو إنه أخذ علقة ساخنة غدر من مشجعين فى منتهى العنف و الأكثر شدة أن من تلقى هذه العلقة هم رموز مصرية مالهومش فى تشجيع الكرة بشكل احترافى و غير معتادين على الخشونة و التجاوزات فى مثل هذه المواقف.
ردحذفنعم المصريون نادرا ما يكونوا منظمين و الفوضى هى طبع فينا حتى الآن و ربنا يعفو عنا، و لكن شاهدنا مدى تحضر المصريين فى الماتشات السابقة، و نوعية المشجعين من الفنانين و السياسيين و الإعلاميين و رجال الأعمال، فعندما يحدث تروييع لمثل هذه الفئة و فيهم من يصطحب ابنه أو امرأته أو زميلاتهم فى العمل هذا غير مقبول على الإطلاق و لا يجب أن يكون تشجيع ماتشات الكرة فى أى مكان فى العالم بهذه القسوة و الهمجية.
الإعلام تجاوز؟ نعم تجاوز جدا من الطرفين ويجب أن يكون هذا درسا لكى ينضجوا إعلاميا، و لكن ما حدث هو خطير و جرح فى قلب المصرى البسيط و يجب مداواته.
زينب حسن.... شهادة من الميدان تضرب في الصميم المراسلين الحربيين المزيفين و المعزولين في أبراجهم الاعلامية العاجية... أنت رائعة بكل المقاييس.. فقط مثل هذه اللحظات.. لحظات الانجراف و ثقافة القطيع هي اللحظات التي تبرز فيها العقول المستقلة و الذوات الصلبة... أحييك و من خلالك مدرسة تيار "الكرامة" المعبرة عن العروبيين المصريين الحقيقيين المشبعين ثقافة و إنسانية و ليس المزيفين من عبيد النظام المصري و الذين انكشف تعصبهم المحلي للمرة الألف.... عندما ينتهي غبار هذه المعركة الاعلامية المزيفة و التضليلية و عندما يستفرد هذا النظام المصري بمعارضيه واحدا تلو الآخر لفتح الطريق أمام الوريث حينها سنفهم جيدا أن الهدف الرئيسي من حملة الكراهية هذه هي تعميد الوريث و حشد الجميع خلف السلطة (و ليس خلف الدولة و الوطن كما يعتقد بعض المصريين الطيبين).. و حينها سننظر إلى هذه الأيام بكل اشمئزاز إلى كل الذين سقطوا و بكل فخر و اعتزاز إلى الواقفين... و زينب حسن من هؤلاء الواقفين
ردحذفمنذ أن اندلعت الشرارة الأولى لحرب طواحين الهواء التي أظهرت الكم الهائل من " الدونكيشوات " في فضائيات الفتنة والعار و أنا أستجدي صوتا مصريّا متعقّلا وصادقا يُقنعني بأن مصر التي أنجبت نجيب محفوظ وطه حسين و يوسف شاهين و قاسم أمين ليست مجرّد "حدّوثة" ... ولكن هذا المقال أعاد إليّ اليقين بأن ما سمعته من أشباه الإعلاميين من شتائم و افتراءات بلغت حدّ الإسفاف إنما تمثّل أصحابها ولا يمكن أن تعكس صورة المصريّ كما ترسخت في أذهاننا على امتداد الاف السنين ... هنيئا لمصر بأمثالك يا زينب .. مقالك يردّ الاعتبار لمصر التي لا تقبل أن يسيء بعض "أبنائها " إلى كرامتها بتعلّة الدفاع عنها خدمة لمصالح سياسية دعائية .. برافو ياابنة الفراعنة
ردحذفلاحظوا معي اخواني ان كل الذين يشتمون والذين تتسم مداخلاتهم بالسطحية والافاظ النابية لا يتقنون اللغة العربية لنما يكتبون بلهة محلية ركيكةوحتي الذين يستعملون نمهم الحروف الاتينية لا يفقهون من اللغات الاجنبية شيئا وذلك مثل المداخلة المجهول صاحبها والذي اخاطبه بلغة يحبها ولا يتقنهاواقول له
ردحذفyou should feel ashamed of your words let me ask this:is there anything easier than using bad words?of course not.have you ever heard of someone who's changed his mind only because he/she was insulted?of course not.then,I advise you to reconsider and speak wisdom otherwise shut up and go to debate with people of your own species,those who think sha3bolla is the ultimate source of knowledge
"حاولت الاتصال بأحد معدي قناة فضائية رياضية لتوضيح الصورة كما رأيتها كان الرد علي بأننا لدينا تعليمات بتصعيد الأمر ضد الجزائريين وكذلك جاءني الرد من «جريدة يومية مستقلة»"..... ياسلام عليكي ياست زينب واللى عنده تعليمات حيقو عندى تعليمات.
ردحذفروايتك ضعيفة يازينب ووجود تقصير من الجانب المصري لاينفي جريمة الجزائريين في حق مصر والمصريين ومبروك عليكى رضاهم عنك....ز
وهل فردوس عبد الحميد الناصرية القومية هي الأخرى مدعية.... هناك فرق بين معارضة الحكومة وبين محاولة تبرئة المجرمين ... شهادتك مسيسة يا زينب
ردحذفبالمناسبة المعلق الرياضي الشهير والوقور يحي السيد...هل رأيتم الإصابة التى فى جبهته والدماء على قميصه...هل رأيتى المشجع المصاب فى عيته اللى أجرت مراسلة العاشرة مساء لقاء معه من مستشفى معهد ناصر؟؟؟ هل وائل الإبراشي ومصطفى بكرى متواطئين مع الحكومة؟؟؟؟ طبعا انا لا اذكر محمد فؤاد أو هيثم شاكر ولا ماجد المصرى ولا محمد عطيه ولا سعد الصغير ولا محمد كريم ولا فردوس عبد الحميد ولا لميس الحديدى ولا اركان فؤاد وزوجته نادية مصطفى فبالتأكيد هؤلاء متواطئين مع الحكومة...وبالطبع لاعيبه شهادتهم مجروحة هم ايضا...لنكذب كل هؤلاء ولنصدق فقط اعيننا...رايت بعينى السيوف والسكاكين ليس فى الفيديو اللى يظهر فيه مجمعو تحمل هذه الاسلحة وتلوح بها فى مشهد غطى كافة الفضائيات ولكن فى فيديوهات قام اشخاص عاديون بتنزيلها تم تصويرها فى صباح يوم المباراة اثناء الانتقال الى الاستاد ورايت بعينى جزائريون يلوجون باسلحة من الاتوبيس الذى يقلهم واخرون يحدفون طوب على اتوبيس به مصريون...واخيرا الفيديو الجديد الذى يظهر شاب جزائرى يخرج سكين من الكاب الذى يرتديه
ردحذفأنا كعربية و تونسية تحديدا أخجل مما أراه يوميا على القنوات المصرية و الله عار عليكم كعرب أن تبثوا مثل هذه الأكاذيب و تأججوا مشاعر الكراهية بين شعبين عربيين و العيب الأكبر أن تصدر مثل هذه التصريحات المشينة و المخجلة من طرف "النخبة" من ممثلين + فنانين + إعلاميين (محمد فؤاد + الممثلة زينة....و غيرهم ).يا مصريين كفاكم تهويل للأحاث التي يمكن أن نحدث بين أي جمهرين مشجعين لفريقين ينتميان للمصر:الأهلي و الزمالك مثلا و التي صورتوهابشكل أفضع مما حصل في السودان مثل فيلم "أبو علي" مثلا ، العرب جميعا يلوموكم و يحتقرون ما تبثونه من فضائح و أكاذيب لأننا نعرف جيدا الشعب الجزائري:رجال بأتم معنى الكلمة و التاريخ يشهد على ذالك و ما فعلتموه بهم لن يسامحكم عليه التاريخ العربي.
ردحذفقبل أن أنسى إتفقوا على رأي واحد يا مصريين : فيكم من يقول نعم تعرضنا للضرب و فيكم من يقول لا هذا تهويل و ينقل لنا صور مسجلة بكاميرا الهاتف الجوال عما حصل فعلا ليكشف حقيقة الأكاذيب المصرية الصادرة عن أعلام الشعب المصري.
ع
كون حظك كان حلو و محصلكيش حاجة و لو انى حاسس من كلامك انك ما سفرتيش اصلا ...ده مش معناه ان محصلش حاجة هناك...لا حصل و حصل كتييييير قوى قوى و انا اعرف ناس كانت هناك...اه حكومتنا غلطت فى التنظيم....بس ده ما يمنعش ان الجزائرين غلطو فينا قوى...و كان قى ناس هناك هتموت و ناس فى الجزائر للحظة دي اروحهم مهدده هناك...يا ريت مش نسطح الامور قوى كده ولا احنا خلاص اتعودنا على الاهانة....قد اختلف مع النظام المصرى الحاكم و قد اتفق ليست تلك القضيية...القضية الان اننا امام حكومة جزارية عربية شقيقة ارسلت مجموعة من المرتزقة الجزائرين مزودين باسلحة بيضاء اشتروها من السودان بشهادة اهل السودان...بهدف ارهاب و قتل و اصابة المصريين...هما كانو لازم يرجعو فى صنديق عشان ترتاحو...مصر اهينت....اتخرق العلم المصرى و اداس بالجزم....اتشتمنا فى كل و سائل الاعلام الجزائرية من قبل مبارتنا هناك معاهم حتى....شتمونا فى ارضنا...لازم كرمتنا ترجع...اسف جدا لكى لو قلتلك ان مش عشان ابقى مختلف ابقى ضد صوت الحق و مش عشان بكه الحكومة ابقى ضدها حتى لو ناويه لمرة وحدة تبقى مع الناس...للاسف شهادتك جات غلط...
ردحذفاظنك الان سعيدة جدا بفرحة الجنسيات الاخرى الشامتة فى مصر و التى وجدت فى مقالك الضعيف حجة لهم حتى يخفو ماقد فعلته جماهير الجزائر....هل تعلميين ايتها الاخت العزيزة ان كل الدول العربية او معظمه تشعر بسعادة بالغة لما حدث لنا كمصريين هناك...هل تعلميين لماذا؟؟...لان ما فعلوه الجزائريون هناك هو ما كان يتمناه كل عربى حاقد غادرممتلئ قلبه بالحقد لمصر...مصرالتى لا طالمه لها الفضل على كل الوطن العربى عربى..كفاكم حقدا و كره لبلد العزة و الكرامة...سنظل اسيادكم و ستظلو مهما فعلتو بدو و برابرة و جهلاء...وسيأتى اليوم الذي تلعق فيه السنتكم التي تسبنا نعالنا حتى نصفح عنكم...عشتى يا مصر فوق كل حاقد او غادر
ردحذفعربي مسلم من الجزائر
ردحذفحزنا و أسى اعتراني بعد كل ما جرى من أجل كرة قدم. رياضة معروفة عبر العالم، بما يرافقها من شحناء و بغضاء و وحشية قد تصل إلى حد الإقتتال .
المشين أن يتشاحن المسلمون حول هذه الكرة التي أنا شخصيا طلقتها منذ صغري لأنها تدفع إلى البغضاء بخلاف ما ينص عليه ديننا من عدم التشاحن لأن ذلك جاهلية...
لكن صوت الغوغاء أكبر في ملاعبنا نحن المسلمين، حتى انتقلت إلى الإعلام ثم السياية و حتى الفن.
لقد زاد الأمر عن حده و تجاوز كل الحدود، حتى نسى الناس أنهم في الأشهر الحرم و ما أدراك ما الأشهر الحرم، و حتى نسى المسلمون أنه يجوز لهم أن يبغضوا و يقاتلوا من أجل تحرير فلسطين.
أصبحت المسألة اليوم سياسية و نحن نحمل كامل المسؤولية أصحاب مقاليد الأمور حتى يعيدوا القطار إلى سكته و إن امتنعوا لمرض قلوبهم فسيأتي يوم يدفعون ثمن هذه الفتنة. الشعوب ليست غبية و إن أعمتها هذه الحملات مؤقتا.
من السخافة أن يصل مصريون و جزائريون إلى سرد الخير الذي قدمه كل بلد للبلد الآخر و كأنها منّة.
لقد اختلط مصير المنطقتين منذ القدم و تلاحمت الأمم حتى أصبح من المستحيل التفريق بينهما.
علينا اليوم أن نقف صفا و احدا من أجل أن نقول لمسؤولينا كفا ما يجري "أليس منكم رجل رشيد".
لا يخدعكم الإعلام ففي بلادي الكثير الكثير من غير الغوغاء، يتألمون لما يصيب أي جزائري أو أي مصري على أيدي حقير من البلد الآخر.
و السلام
أقول لأخ المصري هذه الكبرياء و العلو على خلق الله من شيم و عادات آل فرعون و هي التي جعلة الشيطان لعنه الله يطرد من رحمة المولى عز و جل كل ما في الأ مر أنكم خسرتم مبارة خلي عندكم روح رياضية المرتزقة الي بتتكلم عليهم لو كانوا أصلا مما تصف لأحضرو ا معهم احدث الأسلحة ليسوا بحاجة لسكاكين الخرطوم أما بالنسبة لكرامتك التي أهينت عليك بإحترام نفسك لكي يحترمك غيرك أشكر الأخت المصرية زينب على تلطيف الأجواء بين الإخوة البصل
ردحذفone two three vive l'ALGERIE simplement
ردحذفنعم معك حق في مسألة انه لا وجود لاعتداءات مثلما روجت له فضائيات العار..و هذه وصمة عار في جبين كل مصري متشدق باعلام ينادي بالاقدمية و الاحترافية؟؟؟
ردحذفكما يفرض على كل مصري مراجعة حساباته داخليا و خارجيا..لأن هاته المسرحيات لن تنسي احدا ما جرى من تعديات في القاهرة...
theya eldjazaire chokren ya zaynab thya marocco thya tounes
ردحذف1 2 3 vive algerie
انا سوداني.. ويكفي أنني عشت كل لحظات ماقبل وما بعد المباراة وحتى مغادرة آخر مصري وجزائري مطار الخرطوم، ما حدث في الخرطوم كان عبارة عن تفلتات لم تتجاوز تلك التي تحدث في القاهرة في الديربي بين الأهلي والزمالك أو أي من الديربيات العادية، الإخوة المصريين اشتهروا بالسينما، والتمثيل لذلك اختارت القنوات الموجهة من يمثل لينسي الشعب المصري الحقيقة، وهي ان المنتخب انهزم بهدف عنتر يحي، نحن نحترم ونعز الشعب المصري وكل الشعوب العربية، ولكن الشرط الأساسي لهذه العلاقة هو أن يظل الاحترام متبادلاً وإلا فنحن في غنى عن العلاقة من أصلها، المصريون الذين حضروا الخرطوم جاءوا من أجل الاحتفال، وليس من أجل التشجيع فبأي منطق يتحدث المهولون عن اعتداءات 9000 جزائري على قرابة الـ 18 ألف مصري ولو جاءوا بدبابات ناهيك عن الأسلحة البيضاء، وأين الكثرة التي غلبت الشجاعة، في وقت يقول فيه (محمد فؤاد) الذي من المفترض أن يكون رجلاً بحسب الاسم إنه شاهد عملية اغتصاب مصرية أمام عينيه، ونسأله أين نخوتك ورجولتك، وكيف ستتعامل مع إخواتك في المنزل إذا هجم عليك أحدهم بسكين وقرر إغتصابهن مع احترامنا كذلك للجميع،
ردحذفهي قصص ملفقة والله على ما نقول شهيد..
كريم زيانى يعتذر للمصريين ( عقبال الباقى ) ...؟؟؟؟
ردحذفhttp://www.masrawy.com/News/Egypt/Sports/2009/december/16/zayani_egypt.aspx
انتم في الكرامة شهدتم الحق
ردحذفوكان معك الاخ عمار حامد
المحب للحقيقة ايضا
واثبتت الايام صحة ما كتبتماه