تتعالي الأصوات من حولي، وتأخذني الأماكن هنا وهناك.. تلك البيوت أعرفها، وهؤلاء الناس أحبهم، هي بلدي الجميلة وأهلها الطيبون الغلابة، الذين أعتصموا بالزهد، وتزهد فيهم الحياة.
ولكن لماذا يستغرقني كل هذا الصمت، ويملأ دنياي ذلك الفراغ، ويستعصي في قلبي الأمل، وتتوه علي وجهي الابتسامة كأني أبحث عن شيء في شارع مظلم لا أعرف له عنواناً، أو كما قال لي أستاذي سليمان الحكيم أني أشبه عازفي الكمنجات في فيلم «تيتانك» حين أصروا علي عزف الموسيقي والموت يحاصر سفينتهم، ويسقط حولهم الغرقي في المياه الباردة!
ورحت أسال نفسي: هل كان ذلك الوصف من قبيل المدح أم الذم؟ لكن الإجابة لم تشغلني طويلاً، لأني ببساطة لا أختلف كثيراً عن كل من يصرخون ليلاً ونهاراً بآلام الوطن ومآسيه، فكلنا ركاب في السفينة المنكوبة وتكاد مياه الإحباط واليأس والأحلام المبتورة أن تبتلعنا، بعد أن غرقنا في زحام الأيام التي تقذفنا إلي المجهول، فكل الأحداث أصبحت تمر كشريط أخبار لانملك معه سوي النظر والتحسر.
وكالجمر أسترجع أمسا قريباً كنت فيه مملوءة بالأمل في مصير مختلف.. في البيت والعمل والشارع والوطن الكبير، وأحرص ألا تسقط مني المعاني في المياه الباردة، فربما مازلت أتمسك بخشبة نجاة لأنتقل إلي فيلم آخر أبحث فيه عن حكايات الغريب الذي مر علي تاريخ هذا الوطن وأعطي لنا شرفاً أرجو أن نستحقه بطولات وحرب وثورة تغيير وحلم بمستقبل أفضل لشعوبنا وربما لا أملك عصا سحرية تحيل دراما الأفلام إلي الواقع لتتحقق أحلامي، لكني أستطيع أن أقتطع من أيامي ما أرفضه فيها، بوقفة مع اللغة أغيب معها في كلمات الأمل والتفاؤل، أعول علي معني شفاف يؤنس وحدتي، وسيف مبتور أشحذه بذكري غالية أضرب به في معارك الطموح والأهداف العصيبة، أغتسل بالدمع من الكسل والفشل، وأطهر روحي من رياح الإحباط واليأس، لعلي أتشجع يوماً وأنزل من فوق الرصيف، لأقف في وسط الميدان أرفع رايات الرفض وكلي إيمان أني لست وحدي، و أن كل هؤلاء الصامتين من شرفاء الوطن والغيورين عليه سينزلون أيضاً من فوق أرصفتهم لنستعيد وقفات الاحتجاج وصرخات الرفض، ويعود الشارع كما كان لنا ونقول لا.. كفاية.. حرام.
أتمني ألا يطول وقوفنا وصمتنا، ويكون ذلك في موعد قريب.
ولكن لماذا يستغرقني كل هذا الصمت، ويملأ دنياي ذلك الفراغ، ويستعصي في قلبي الأمل، وتتوه علي وجهي الابتسامة كأني أبحث عن شيء في شارع مظلم لا أعرف له عنواناً، أو كما قال لي أستاذي سليمان الحكيم أني أشبه عازفي الكمنجات في فيلم «تيتانك» حين أصروا علي عزف الموسيقي والموت يحاصر سفينتهم، ويسقط حولهم الغرقي في المياه الباردة!
ورحت أسال نفسي: هل كان ذلك الوصف من قبيل المدح أم الذم؟ لكن الإجابة لم تشغلني طويلاً، لأني ببساطة لا أختلف كثيراً عن كل من يصرخون ليلاً ونهاراً بآلام الوطن ومآسيه، فكلنا ركاب في السفينة المنكوبة وتكاد مياه الإحباط واليأس والأحلام المبتورة أن تبتلعنا، بعد أن غرقنا في زحام الأيام التي تقذفنا إلي المجهول، فكل الأحداث أصبحت تمر كشريط أخبار لانملك معه سوي النظر والتحسر.
وكالجمر أسترجع أمسا قريباً كنت فيه مملوءة بالأمل في مصير مختلف.. في البيت والعمل والشارع والوطن الكبير، وأحرص ألا تسقط مني المعاني في المياه الباردة، فربما مازلت أتمسك بخشبة نجاة لأنتقل إلي فيلم آخر أبحث فيه عن حكايات الغريب الذي مر علي تاريخ هذا الوطن وأعطي لنا شرفاً أرجو أن نستحقه بطولات وحرب وثورة تغيير وحلم بمستقبل أفضل لشعوبنا وربما لا أملك عصا سحرية تحيل دراما الأفلام إلي الواقع لتتحقق أحلامي، لكني أستطيع أن أقتطع من أيامي ما أرفضه فيها، بوقفة مع اللغة أغيب معها في كلمات الأمل والتفاؤل، أعول علي معني شفاف يؤنس وحدتي، وسيف مبتور أشحذه بذكري غالية أضرب به في معارك الطموح والأهداف العصيبة، أغتسل بالدمع من الكسل والفشل، وأطهر روحي من رياح الإحباط واليأس، لعلي أتشجع يوماً وأنزل من فوق الرصيف، لأقف في وسط الميدان أرفع رايات الرفض وكلي إيمان أني لست وحدي، و أن كل هؤلاء الصامتين من شرفاء الوطن والغيورين عليه سينزلون أيضاً من فوق أرصفتهم لنستعيد وقفات الاحتجاج وصرخات الرفض، ويعود الشارع كما كان لنا ونقول لا.. كفاية.. حرام.
أتمني ألا يطول وقوفنا وصمتنا، ويكون ذلك في موعد قريب.
زينب حسن
5 أكتوبر 2009
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق