انتخابات الرئاسة معركة تصفية بين الثورة ودولة
مبارك
-
السيسى لم يكن جزء من الثورة والرهان عليه مقامرة
غير محسوبة
-
هل يمكن أن يحقق مطالب الثورة من كان شريكا
فى تنفيذ سياسات مبارك؟
-
أحترم وأقدر دور السيسى فى 30 يونيو وأدعو
الله أن ينجيه من رجال مبارك
-
الجيش انحاز لإرادة الشعب وآمل أن يظل حاميا
للثورة
-
مصر تحتاج لرئيس ذو عقلية تكونت بالعمل
السياسى لا فى أجهزة الأمن
-
لم يقلقنى عدد التوكيلات التى تقدمت بها حملة
السيسى وهى ليست مؤشرا على نتيجة الانتخابات
-
ثورتنا محكوم عليها بالنصر لكننا نريد اختصار
الوقت وتقليل الكلفة
-
حملتى تغلبت على صعوبات كثيرة فى جمع
التوكيلات وتحملت سخافات رجال الحزب الوطنى المؤيدين للسيسى
-
هناك توجه لإيهام الناس بأن السيسى مرشح
الدولة ومن يؤيدون غيره هم فى خطر من أجهزة الأمن
-
الشريحة الفاسدة من دولة مبارك نزلت فى 30
يونيو انتقاما من ثورة 25 يناير ونحن نزلنا لاستكمالها بإسقاط الإخوان
-
انتصار الثورة يتحقق حين نتخلص نهائيا من مشروعى
مبارك ومرسى
-
الثورة ماراثون يكسبه الشعب بالنفس الطويل
وليست مباراة ملاكمة يحسمها بالضربة القاضية
-
أنا مرشح الثورة لكنى لا أحتكرها لنفسى
-
"ترويض
النمرة" هو مشروعى لتطوير الجهاز
الإدارى للدولة
-
نريد دولة خادمة للمجتمع.. لا دولة تسخر
المجتمع لخدمتها كما فعل مبارك ومن بعده الإخوان
-
من أفسدوا سفينة مبارك وأغرقوها هم أنفسهم من
يهرولون لركوب سفينة السيسى الآن
-
قانون التظاهر شرخ حلف 30 يونيو وأول قراراتى
تعديله وفقا لملاحظات المجلس القومى لحقوق الإنسان
-
لا فرق عندى فى حق لقمة العيش وحرية الرأى
باتباع سياسة المقايضة بين الخبز والحرية
-
واحترام الحريات لا يعنى الفوضى فى ممارسة حق
الاحتجاج
-
ما يحدث فى الجامعة تجسيد لغياب دور الدولة
والمواجهة الأمنية تعبير عن ضيق أفق السلطة
-
مواجهة الإرهاب واجب وطنى قائم على حزمة من
المواجهات الأمنية والفكرية والثقافية والاجتماعية مجتمعة معا
-
فى حال فوزى كرئيس للجمهورية لن يكون هناك
وجود للإخوان كجماعة والحزب مرهون بأحكام القضاء
-
محاربة الفقر هو مشروعى الوطنى الذى يقوم
عليه برنامجى الانتخابى
-
"بنك الصعيد"
أحد أفكار البرنامج لتمويل خطط التنمية فى محافظات الوجه القبلى خاصة للمشروعات
الصغيرة والمتوسطة
-
الوحدات الإنتاجية التعاونية فى مشروع
"فدان لكل معدم" حل تكاملى لزيادة المساحات المزروعة وخلق مجتمعات
عمرانية جديدة
-
تواصلنا مع بعض الجهات الألمانية وأبدت
استعدادها للمساهمة فنيا وماليا فى إنشاء محطات للطاقة الشمسية
-
لا مستقبل لمصر بدون إدراك دورها فى محيطها
الإقليمى بما يحمل من مخاطر وفرص
-
أقول لياسر برهامى أنا فخور بأنى ناصرى ..
ولحسنى مبارك انتهى زمنك.. ولا رسائل لمرتضى منصور
حوار - زينب حسن
تصوير - عمر أنس
بينما كان هذا اللقاء جاريا مع حمدين صباحى المرشح
لرئاسة الجمهورية، كان أعضاء حملته يسابقون الزمن لاستكمال النصاب القانونى لعدد
التوكيلات المطلوبة للتقدم بأوراق الترشيح، خاصة فى بعض محافظات الصعيد التى مثلت
لصباحى عقبة سابقة فى انتخابات الرئاسة الماضية، ومنعته من الفوز حيث جاء ثالثا فى
الترتيب، لكن الغريب هو حالة الطمأنينة التى ظهرت جلية على ملامح وجهه، وعبرت عنها
كلماته وثقته الكبيرة فى الفوز هذه المرة، رغم كل ما يقال بأن النتيجة محسومة
لصالح منافسه المشير عبدالفتاح السيسى، مؤكدا أن المقارنة بين عدد التوكيلات التى
جمعها كليهما ليست مؤشرا على النتائج، وأن يوم التصويت سوف يحمل مفاجآت لا يتوقعها
حتى أقرب مؤيديه.
قرار ترشحك للرئاسة أثار جدلا سياسيا يعتبره البعض شق
لصف الثورة.. كيف ترى هذا الأمر؟
قرار ترشحى رغم ما يبدو فيه من صعوبة وحسابات كثيرة
وأراء متعددة لحد التناقض، أجدنى بضمير مرتاح ونفس مطمئنة انتصرت فيه لحق الناس
الذى أكرمنى الله بحبهم والشعور بوجعهم لأحلم معهم وأسعى بهم ولهم لتخفيف الوجع
وتحقيق الأحلام. ويبدو لى الأمر بسيط استجبت فيه للشباب الذين طالبونى بالترشح إيمانا
منهم بحق شعب قام بثورتين بأن يكون لفقرائه صوتا وبرنامجا يحقق طموحاتهم.
فالشعب المصرى كان سخيا فى تقديم التضحية من أجل أحلامه
فى العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية، ولكن أحلامه لم تتحقق
على الأرض ولم يجنى ثمرة تضحياته بعد أن أسقط حاكمين فى أقل من ثلاث سنوات، فالثورة
ليست لحظة تنتهى فى حينها لكنها صيرورة ومباراة تكسب بالنقاط وليس بالضربة
القاضية، كسبنا فيها جولة بإسقاط مبارك وجولة أخرى بإسقاط مرسى، لكن الشعور العام بالإحباط من كثرة الجهد دون كسب نقاط تمكنه من كسب البطولة، هو ما
دفعنى لخوض معركة الرئاسة، كجولة جديدة لنثبت فيها أن الثورة مستمرة حتى تحكم
وتحقق أهدافها.
وإذا كان البعض يظن أن المعركة محسومة، فربما تكون ذلك
على الجانب الآخر، ولكن يعتمد هذا على إيجابية الناس وخروجهم يوم التصويت، بدافع إحساسهم
بالغيرة على الثورة ورد الجميل لشهدائها ومصابيها ومن قدموا تضحيات من أجلها، وإذا
لم يتحقق الفوز بالحكم فالرهان على أن يكونوا رقم صعب وله مهابة نثبت به وزن
الثوار ورسالة لأى حاكم أن هناك معارضة قوية عليه أن يأخذها فى حساباته، وهذا هو
السبيل الديمقراطى الذى يجب أن نحافظ عليه، ولا ينبغى التفريط فيه مهما كانت
الصعاب.
هذه الثورة محكوم عليها بالنصر لكننا نريد اختصار الوقت
وتقليل الكلفة.
فى ظل هذا الوضع ألا ترى أن ترشحك مقامرة تراهن فيها
بمشوارك السياسى الطويل؟
مشوارى هذا ليس
له قيمة إذا لم يكن طرفا فى معارك مصر، فأنا كافحت طوال حياتى ليس لتخزين رصيد من
النضال ولكن ليكون تحت أمر الشعب الذى آمنت به وبحقوقه ومطالبه العادلة، وعندما
طالبنى الشباب بالترشح حتى ولو خسرت ليكون لنا صوت وإلا ننكسر وهم محقون فى ذلك،
وتاريخى الذى أحسبه هو حب الناس وثقتهم..
وبحساب المقامرة فإن تاريخى كله بنى على اختيارات رآها
الكثيرون مقامرة، بداية من الوقوف أمام السادات ومهاجمة سياساته، ومواقفى من نظام
مبارك ومعارضة التوريث والتمديد والفساد، والدعوة لثورة يناير و30 يونيو كانت فى
رأى البعض مقامرة، لكنها بالنسبة لى وفاء بحق المحبة للناس الذين وثقوا بى، الوفاء
هو اختيار ما يراه الناس وأحسبه أنا بالاعتماد على الله ورهان على الناس، ومشاركتى
فى الانتخابات بهذا المعنى هى واجب أخلاقى ووطنى وثورى.
ألم يقلقك عدد التوكيلات الذى تقدمت به حملة المشير
للجنة الانتخابات؟
بدون تردد: لا
على الإطلاق
ألا يعد مؤشرا على توجه الناس فى الشارع؟
بغض النظر عن أن العدد الذى تقدمت به حملة المشير السيسى
يختلف تماما عما أعلنوه سابقا، إلا أن ذلك لا يشغلنى تماما، وكل ما أهتم به هو جمع
التوكيلات الخاصة بى لا ستكمال النصاب القانونى.
وأرى أن جمع التوكيلات لا يعد مؤشرا لاتجاهات التصويت،
ففى الانتخابات السابقة استكملت بصعوبة الألف توكيل فى القاهرة وجاءت النتيجة بأن
أحصد المركز الأول متفوقا على مرشحى الإعادة، وكذلك فى بورسعيد لم أستطع استكمال
النصاب، وجئت فيها أيضا فى المركز الأول.
هذا العام الأمر أكثر دلالة فى شيوع لمناخ من الظواهر
السيئة التى تعيق حرية تحرير التوكيلات لأن من يذهب لعمل التوكيل إما شاب ثورى
يؤمن بالثورة ويدافع عن اختياره، أو رجل بسيط عندما يذهب لعمل التوكيل يقول له بعض
الموظفين أن من يؤيدون حمدين صباحى بياناتهم سوف ترسل لأمن الدولة، وقد أبلغنى
بذلك أحد المواطنين من أبو قرقاص، حيث كان ذاهبا مع مجموعة من الناس للشهر
العقارى، وقام أحد عناصر المباحث الجنائية بالإطلاع على بطاقته وسجل بياناتها، فخاف
من معه وتراجعوا.
وكيف تضمن نزاهة العملية الانتخابية فى هذه الأجواء؟
هناك توجه لإيهام الناس بأن هناك مرشح تدعمه الدولة وهو
المشير عبدالفتاح السيسى وأن من يعطى صوته لحمدين صباحى يصبح معرضا للخطر وضد
إرادة الدولة، وهذا مناخ لا يسمح بانتخابات نزيهة، وهو وضع تعودت عليه، فلم أخض
انتخابات من قبل سواء فى مجلس الشعب أو نقابة الصحفيين أو الرئاسة وفى جميعها كنت
ضد إرادة السلطة الحاكمة، وربنا نصرنى فيها.
من يقوم بعمل توكيل هو بطل حقيقى لأنه تحمل مشقة معنوية
كبيرة واجه بها سخافات بعض أنصار السيسى والحزب الوطنى الذين يساندوه، ولم يعبأ بما قد يلحق به من أذى.
فهؤلاء ناسنا الطيبين الذين قرروا مساندتى والتوكيلات ليست هى التعبير الحقيقى
عنهم، فأنا أثق أن يوم التصويت سيكشف عن الحجم الحقيقى لهم، وأتوقع أن يكون ذلك
مفاجأة لكل من يظنون أن نتيجة الانتخابات محسومة.
كيف هى خريطة التوكيلات التى جمعتها حملتك الانتخابية؟
اكتملت التوكيلات فى القاهرة والاسكندرية والجيزة ومعظم
محافظات الدلتا، وفى الصعيد بدأنا بأسيوط ونجحنا فى أيام قليلة إنهاء العدد
المطلوب، وجاءت بنى سويف والفيوم وقنا وسوهاج والمنيا كآخر المحافظات التى اكتمل
فيها النصاب القانونى.
لازالت الصعيد تمثل بالنسبة لك مشكلة؟
صحيح، ففى الانتخابات السابقة كنت الأول ومرسى الرابع
بدون محافظات الصعيد، التى قلبت ميزان النتائج على النحو الذى جرى، نحن نحتاج إلى
جهد فى التواصل مع هذه المنطقة العزيزة من أهل مصر التى تم تجاهلها لعقود، وأنا
أدخل هذه الانتخابات لست معتمدا على قوة الحشد أو وفرة التمويل، لكننى أثق أن
الناس تختار وفق صوابهم الذى يهديهم إليه الله، فالمشهد كان سيبدو مسيرا تجاه
اختيار وحيد، وسعادتى أن المصريين أخيرا لديهم فرصة الاختيار وفق آليات ديمقراطية
وهذه أهم منجزات ثورة 25 يناير التى يجب أن نتمسك بها ونحافظ عليها مهما واجهنا من
صعاب.
فى اتهامك لرجال الحزب الوطنى بإعاقة حملتك يبدو السؤال ملحا حول مدى مسئوليتكم بأن بعض من وقفتم معهم فى 30 يونيو كانوا ضد 25 يناير وتحديدا
من رجال دولة مبارك؟
الذين نزلوا فى 30 يونيو هم من نزلوا فى 25 يناير بدون
الإخوان الذين لحقوا بالثورة ولم يكونوا ضمنها فى البداية ومعهم بعض المتحالفين
معهم، وأضيف إليهم ما أسميه "الشريحة الفاسدة من نظام مبارك"، وهم نزلوا
انتقاما من 25 يناير، ونحن نزلنا لاستكمال أهداف الثورة بإسقاط نظام الإخوان الذين
لم يكونوا معبرين عن الثورة وأهدافها، هذه المجموعات من دولة مبارك لم يجهروا
بموقفهم إلا بعد أن ظنوا أن الساحة خلت لهم بعد إبعاد الإخوان.
كان وجودهم فى 30 يونيو أشبه بـ "المؤلفة
قلوبهم" الذين لا يؤمنون بالثورة ولا أهدافها، وكنا نعلم ذلك لكن لم يكن هناك
معنى للاشتباك معهم أمام هدف إسقاط نظام الإخوان المستبد، لكن حان أوان التصفية
وانتخابات الرئاسة تأتى ضمن هذه المعركة، فأنا بالنسبة لهم خصم سياسى وهم لديهم
نفوذ مالى وعلاقات اجتماعية متراكمة ويحاولون بالفعل بمنتهى النهم استعادة ما
فقدوه أو الحفاظ على ما هو مهدد من مصالحهم، لكن هم لا يدركون أن هناك شعب صنع
الثورتين، لسنا نحن أو هم، ولا يريد العودة إلا ما قبل ذلك.
ولكن يبدو أن هذا التوجه أصبح مشروع سياسى يعتمد على
المتاجرة بهموم الناس الذين يريدون الاستقرار والسعى وراء لقمة العيش ويتم التخديم
عليه بآلة إعلامية جبارة.. فكيف يمكن مواجهته؟
نحن نخوض معركة انتخابية هى جزء فى مسيرة الثورة التى
خرج الناس لها فى الميادين للمطالبة بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية، دولة
تمكن المواطن وتحمى الحريات دولة عادلة، الشعب فيها السيد بمعنى الكلمة، دولة لها
استقلال وطنى وتلعب دور محورى فى محيطها وهذا قدر مصر، وهذه الدولة تليق بالثورة
وبدم شهداؤها، وتسعى لذلك بالمظاهرات أحيانا وبالمسار الديمقراطى أحيانا أخرى،
لذلك نريد تعميق فكرة تداول السلطة، دون كلفة دم، والمشاركة هى التى تضمن كل ذلك.
رجال مبارك بالطبع يريدون استعادة دولتهم ونظامهم، والذين
يريدون تحقيق مشروع تمكينهم بأن تكون جماعتهم فوق الدولة، الشعب المصرى رفضهما، وسيظل
الصراع قائم هناك ليس فى هذه الانتخابات فقط ولكن فى انتخابات البرلمان والمحليات
أيضا.
الثورة ليست مباراة ملاكمة يمكن كسبها بالضربة القاضية،
لكنها أشبه بماراثون تتابع، كل منا يسلم
فيه الراية لاستكمال الجرى، والذى سينتصر هو الأطول نفسا، وعلينا ألا نغتر بكسب
مرحلة أو نيأس بخسارة أخرى علينا أن نكمل بروح مثابرة.
ولكن تبقى المعادلة صعبة فهذا الصراع مع دولة مبارك ربما
يكون ورقة نجاة لجماعة الإخوان التى من مصلحتها تأجيجه لإيهام الناس بالخطر؟
إذا انتصرت
الثورة فهذا يعنى هزيمة مشروعى مبارك ومرسى معا، لأنهما مرتبطان بمشيمة واحدة تغذى
كل منهما، فهما الاثنان ضد الثورة وضد أحلام الناس الغلابة، فرجوع دولة مبارك يسمح
بوجود الإخوان واستعادة ظهيرهم الشعبى من الذين يتعاطفون معهم، لكن نجاح الثورة
سيقضى على دولة الفساد التى يمثلها مبارك ودولة الاستبداد باسم الدين التى يمثلها
مرسى. وينتهى الفقر والحاجة ويعيش المواطن فى أمان ودون مهانة وبعيش كريم.
ولماذا لا ترى كالعديد من مؤيديك السابقين أن السيسى
قادر على تحقيق أهداف الثورة بعد موقفه من
الإخوان فى 3 يوليو؟
لقد احترمت
اختيارهم ولكن أعتقد أنهم يخوضون مقامرة حقيقية حين راهنوا بمصير ثورة عظيمة بكل تضحياتها
وأحلامها وطموحاتها وبرنامجها الطموح على رجل لم يكن فى قلب هذه الثورة ولم يدعو
لها أو جزء من القوى التى صنعتها، الملايين خرجت ضد الفساد والفقر والمهانة
والاستبداد، الجيش المصرى انحاز لهم وهو موقف يحسب للقوات المسلحة ودورها الوطنى
المحترم، ولكن هل يعقل أن نراهن على واحد كان جزء من هذا النظام وسياساته الفاسدة التى
خرج الناس ضدها ونطالبه بتحقيق مطالبهم، هذا هو الخطأ بعينه، وهذا هو السبب الذى جعلنى أرشح نفسى للانتخابات،
فالرهان يجب أن يكون على الثورة ومن ناضلوا من أجلها.
هل أفهم من ذلك أنك تعتبر نفسك مرشح الثورة ؟
نعم أعتبر نفسى مرشح الثورة ولكنى لا أحتكرها لنفسى، كما
أرفض بالقياس احتكار أى أحد للوطنية أو الدين، فهذا أسلوب لتضليل الناس وخطاب
للكراهية لا يسمح ببناء الأوطان، ومن يدعون أن السيسى هو رمز الدولة وحامى الثورة،
بينما يشنون ضدى حملة تشويه وتشكيك فى وطنيتى ويدعون عدم انتمائى للثورة عليهم
مراجعة أنفسهم.
وإذا فزت بمنصب الرئيس ألا تخشى من وقوف الدولة العميقة
ضدك كما جرى الأمر مع مرسى وكان أحد أهم أسباب سقوطه؟
مرسى جاء ولديه مشروع لجماعته على حساب الدولة وطرحت
نفسها بديلا، وكل ما اكتسبته من دعم شعبى ونفوذ سياسى جاء نتيجة غياب الدولة عن
أداء دورها، واحتلوا مساحات فى الفضاء الاجتماعى والثقافى بالمدرسة والمركز الطبى
منخفض التكاليف وزجاجة الزيت وكيس السكر، وهى أدوار لم تكن تتحقق لهم لو كان هناك
دولة جادة توفر لمواطنيها حقوق التعليم والصحة والسكن والرزق العادل الكريم، ومع
تراجع الدولة زحفت القوى التى تمتلك التمويل كبديل، فضلا عن غطائها الدينى التى
أوهمت به الناس وكسبت به تعاطفهم، فالإخوان نجحوا فى ظل الدولة الرخوة الفاشلة
الفاسدة غير العادلة، وللأسف أن هذه الأوصاف لازالت مقرونة بالدولة المصرية منذ
عقود وحتى الآن.
أما أنا من مدرسة مختلفة تنتصر للدولة الوطنية المصرية
التى تكون على قدر الشعب، الذى قام بمعجزتين فى 25 يناير و 30 يونيو، فهو يستحق
دولة عادلة متطورة قادرة على تلبية احتياجاته بتحقيق العدل الاجتماعى من خلال
تطوير النظام الصحى والاهتمام بالتعليم والسكن والخدمات، بحيث تكون دولة خادمة
للمجتمع ولا تسخر المجتمع لخدمة أغراضها، وهى مفاهيم نريد أن نؤكد عليها من خلال
هذه الانتخابات، التى اخترت المشاركة فيها للوصول إلى هذه القيم وليس لأن لدى
مشروع بديل يحل محلها. أنا أؤمن أن الدولة يجب أن تستعيد قوتها ودورها.
وما هى أدواتك لتحقيق ذلك؟
أولا وضوح هذه
الأهداف أداة فى حد ذاتها، ثم تشخيص جاد للمشكلات وعزم حقيقى لحلها وتصحيح الأمراض
التى تعانيها مصر وتغييرها من دولة ظالمة فاشلة إلى دولة عادلة ناجحة، بقيم العدل
والكفاءة والمساواة، وهو ما يعنى وضع مشروع لتفكيك الفساد بحزمة تشريعية تخلق مناخ
عمل جيد، والتشريعات ممارسة، لذلك فمطلب دولة خالية من الفساد يستلزم وجود رجل على
رأس هذه الدولة محصن ضد الفساد لأن من حوله سيكونون على شاكلته.
ولكن عندما نرى ناس ممن أوصلوا مصر إلى هذه الحالة
الفاشلة ويهرولون إلى ركوب سفينة السيسى، وهم أنفسهم من كانوا على متن سفينة مبارك،
ويطرحوا أنفسهم فى محاولة لاستعادة أدوارهم على نفس قماشة الدولة البالية نتأكد
أنهم ولاشك سيغرقون السفينة بمن فيها كما فعلوا من قبل، وتأتى هنا أهمية مواجهتهم
عبر هذه الانتخابات وما بعدها من استحقاقات.
قانون القوات المسلحة يسمح باستدعاء القادة السابقين
والمتقاعدين.. فهل يمكن إذا أصبحت رئيسا أن تستدعى المشير عبدالفتاح السيسى وزيرا
للدفاع مرة أخرى؟
لا .. أعتقد أن منصب وزير الدفاع يتم وفق قواعد دستورية
والمشير السيسى لعب دور فى 30 يونيو أحترمه وأقدره ومن حقه أن يكون مطمئنا على
مكانته وقدره وأمنه فى حال جئت رئيس، أما عن دور سياسى يقوم به حينها فهذا أمر
سابق لأوانه.
وكيف ستتعامل مع القوات المسلحة؟
الجيش المصرى جزء جوهرى وأصيل فى بناء الدولة المصرية،
ولدى إرادة واضحة على أن يؤمن للجيش كل الإمكانيات العسكرية والقتالية ليكون جيش
صاحب مهابة وقوة بين جيوش العالم ويقوم بدوره الدستورى فى حماية أمن البلاد ضد
الأخطار الخارجية واستمراره دوره الحيوى فى محاربة الإرهاب المنظم ضد مصر، وسأحرص
على جمع التأييد الشعبى لهذه المكانة، وجزء من ضمانات هذا الإجماع الشعبى أن يكون
حاميا وحارسا لا حاكما أو مشاركا فى الحياة السياسية.
كل برامج المرشحين تطرح أفكارا ومشروعات للتطوير
والتنمية.. فما هى المنهجية التى يعتمد عليها برنامجك الرئاسى لتصبح هذه الأفكار
واقعا يلمسه الناس؟
البرنامج يقدم حلول متعددة للكثير من المشكلات، اعتمادا
على التغيير الجذرى للجهاز الإدارى للدولة بمعايير الكفاءة والمحاسبة لمن ينفذون
خطوات البرنامج من البرلمان والمحليات والمجتمع المدنى والإعلام، وهذا يحتاج
تشريعات تسمح بخلق بيئة صالحة للعمل.
ما أمتلكه وأطرحه على الشعب هو برنامج لتطوير الدولة
وبناء مصر الحديثة، وهذا أبنيه معتمدا على الجهاز الإدارى للدولة، ولا يمكن فرضه
على 7 ملايين موظف يجب أن يكونوا شركاء فى المسئولية، أثق أن أغلبهم واعين مخلصين
وغيورين على مكانة مصر وريادتها ويعانون من الترهل الإدارى وتدنى الكفاءة وانعدام
الشفافية والمحاسبة، وأنا لدى مشروع لتغيير ذلك بهؤلاء وليس على حسابهم، وبرنامجى
يتضمن خطوات علمية لتحقيق تطوير الجهاز الإدارى أسميه "ترويض النمرة"،
فهو أشبه بنمرة شرسة لديها خوف تحتاج لرجل تأمن له ولا يهدد مصالحها، وفى المقابل
لا يمكن الحفاظ على مصالحهم على حساب الناس، برفع الكفاءة والشفافية.
أريد توضيح عبر
مثال عملى لما يتضمنه البرنامج فى هذا الأمر؟
أضرب لك مثال عن نظام الترقيات فى الوظائف الحكومية والذى يعتمد على الأقدمية وليس بمعايير الكفاءة
لمتطلبات المناصب، وهذا بالطبع يعطل آلة العمل فى جهاز الدولة ولا يسمح له بالتطور
أو الإبداع، ولا يمكن تغيير ذلك إلا عبر معايير دقيقة تقوم على تكافؤ الفرص وليس
المجاملات أو الأقدمية، وبالتالى يضع البرنامج آلية وضع معايير للمناصب القيادية
ونظام الترقيات عبر لجان علمية متخصصة، يقوم على عنصر الكفاءة فقط وليس بالموالين
للرئيس ومن حوله.
فى هذا السياق تأتى أهمية وجود رئيس قادر على إحداث
التوافق عبر الحوار والنقاش للوصول إلى قرار يخدم مصلحة الدولة ويحافظ فى المقابل
أيضا على مصالح مواطنيها، وهذه الذهنية تتوفر بالتأكيد لمن تربى فى العمل بمؤسسات
المجتمع المدنى من أحزاب وهيئات وبرلمان ومحليات وله تراكم فى التواصل مع فئات
المجتمع ويعى متطلبات الناس من فلاحين وعمال ومستثمرين، وهو ما يمكن أن نصفه بأنه
العقلية التى تربت فى العمل السياسى وليس فى أجهزة الأمن.
وما هى حزمة التشريعات التى تهيئ البيئة الصالحة للعمل
واتخاذ القرار السليم؟
تبدأ هذه الحزمة بضرورة تطبيق قانون الضريبة التصاعدية،
وتوسيع قاعدة دافعى الضريبة، وحوافز جادة للاستثمار، ويجب الحوار مع دافعى الضرائب
من الشرائح العالية لشرح أهمية الضريبة لاقتصاد البلد، وفى ذات الوقت يتم تأمين
مناخ صالح للاستثمار، وذلك من خلال إعفائه من فاتورة الفساد التى كان يدفعها فى
مقابل تسيير عمله، وإقناعه بأن ما يدفعه يصب فى مصلحته كبند التعليم على سبيل
المثال الذى يسهم فى تخريج عناصر مؤهلة تنفعه فى مشروعاته، أى إحداث توازن بين
منفعة الدولة ومصلحة المستثمر، ويأتى فى سياق ذلك تجنب إدارة رأسمالية المحاسيب
كما كانت تدار فى دولة مبارك وأحمد عز، باحتكار صناعات بعينها وحرمان كل من يتطلع
للدخول فيها، بل عقابه على محاولته. ولذك فأحد أهم أهداف البرنامج تحقيق التنافسية
والقضاء على الاحتكار.
ولكن الاقتصاد المصرى بجملته يقوم على هذا المسار
وبالطبع سيتضرر رجال أعمال جراء ذلك التوجه فكيف ستتعامل معهم؟
بالطبع سيكون هناك متضررون وهم قلة من الحيتان
المحتكرون، لكن أمامهم سوف يستفيد مئات من رجال الأعمال الذين يريدون تحقيق
تنافسية حقيقية ويعانون من دفع فواتير الفساد وعدم السماح لهم بتوسيع أنشطة
استثمارهم، وتوقف ضخ استثمارات جديدة فى قطاعات مهمة تسمح بوجود اقتصاد متنوع
الإنتاج والموارد..
وأؤكد من جديد أن كل ذلك يمكن تحقيقه بإدارة حوار مع
الشركاء والأطراف االمنتخبة فى كل القطاعات من برلمان ومؤسسات وشركات وممثلين
للعمال وأصحاب العمل فنحن نحتاج لإرادة واضحة بحوار جاد.
ما هى القرارات الأولى التى تنوى اتخاذها فى حال فوزك
بالرئاسة؟
أولها قرار
جمهورى بإلغاء قانون التظاهر والعفو عن كل من سجنوا على أساسه، وعمل قانون جديد به
كل الملاحظات التى قدمها المجلس القومى لحقوق الإنسان، فأنا أعتقد أن هذا القانون
هو من قسم حلف 30 يوليو وأدخل أبناء الثورة فى السجون، بينما لم يطبق على مظاهرات
الإخوان غير السلمية.
ولكن ألا ترى أن هناك إشكالية فى ذلك بين إصلاح بنية
الوضع السياسى وهموم الناس التى تريد استقرار الأحوال وتحسين ظروف معيشتها؟
أنا لا أفرق بين حق لقمة العيش وحرية الرأى، وأرفض تماما
اتباع سياسة المقايضة الكلاسيكية بين الخبز والحرية، الذي يليق بالمصريين هو العيش
المرتبط بالحرية، كما هتفوا فى ثورتهم واستشهد أبنائهم من أجله، وأى واحدة منهما
بدون الأخرى ستفشل، والاثنان بدون استقلال وطنى لن يتحققا، وهذا هو المثلث الذى
أبنى عليه برنامجى، لقد جرت فى النهر مياه كثيرة ولم يعد المواطن المصرى يقبل أن
يتحصل على قوته بإهانة كرامته، وفى نفس الوقت غير مسموح بفوضى التظاهر والاحتجاج
على حساب الغلابة والفقراء من أغلبية الشعب، نحن نريد عدل اجتماعى مبنى على احترام
الحريات.
ولا أعنى بإلغاء قانون التظاهر توقف عجلة الإنتاج، فلا
يليق أن يكون بالسجون أى صاحب رأى طالما كان سلميا، وهذا هو المعنى السليم
والمستقيم لدولة القانون التى تمسك بسيف القانون وتطبقه ضد كل من يحرض على العنف
أو يتعد على مؤسسات الدولة ويعرض حياة الناس للخطر والفوضى، وفى المقابل تؤمن
وتحمى حرية التعبير طالما احترم هذه القواعد والتزم بها. فقانون التظاهر مهمته
تنظيم ممارسة الاحتجاج وليس منعه.
فى هذا الإطار كيف ترى أزمة مظاهرات الجامعات؟
الأزمة بدأت مع مجموعة صغيرة من شباب الإخوان بناء على
موقفهم السياسى بعد إسقاط مرسى، وقد رفضهم الشعب وحاصرهم بالعزوف وعدم التعاطف
معهم، وانحصرت أعدادهم بصورة ملحوظة، لكن التعامل الأمنى الفج معهم أسقط ضحايا لم
يكن لهم علاقة بالإخوان من الطلبة، وهو ما أشعل غضب زملاؤهم، وهو أمر أعيه تماما
حين كنت بالجامعة، وكيف كنا نحتج على أى تعد تجاه زملائنا مهما اختلفت توجهاتنا
وأفكارنا.
ما يحدث هو تعامل ضيق الأفق وليس حله بالمواجهة الأمنية،
ولكن الحل بالحوار واحترام طريقتهم فى التعبير، وحقن دمائهم.
إذا أصبحت رئيسا للجمهورية ما هى الخطوات التى تأخذها
لحل الأزمة؟
أولى هذه الخطوات هو التحاور مع الطلبة مباشرة لزرع
الثقة فى نفوسهم وتعظيم شعورهم بأن الدولة ليست فى حالة عداء معهم، فالطلبة غاضبون
لأن لديهم إحساس أن ما يحدث هو حرب على الرأى وليس حرب على الإرهاب. ومهمة الرئيس
والدولة كلها هى استيعاب هؤلاء الطلبة وتفهم وجهات نظرهم.
ففى غياب السياسة المخيف والحضور الأمنى المخيف تستنهض
طاقات غضب أكبر ومخيفة أيضا، ومن ثم تزيد الخسائر للطلبة وللشرطة وللمجتمع كله.
ولكن ماذا عن دور الإخوان ومحاولاتهم المستمرة لإشعال الموقف؟
الإخوان يجدون المناخ المناسب لتأجيج الموقف فى ظل غياب
الدولة العادلة، لقد انتهى مشروعهم وكشفهم الشعب ورفضهم، لكن إدارة الدولة لأزمات
المجتمع تسمح لهم باكتساب التعاطف، ليس من حسن ما يفعلوه ولكن من سوء أداء
المواجهة معهم، الإخوان ليس لهم مستقبل قائم على كفاءتهم، ولكن من أخطاء تعامل
النظام الحاكم معهم، وهو ما يحدث بالفعل فى الجامعة وغيرها، فإذا اختارت الدولة
قمع معارضيها سيثورون ضدها ويقفون فى نفس المربع مع الإخوان ليس من باب الدفاع
عنهم ولكن على أرضية معارضة الدولة القمعية المستبدة.
الاستبداد والقمع والمواجهة الأمنية المفرطة هى أعظم
هدية يقدمها نظام الدولة للإخوان. هل هناك شريعة أو خلق أو قانون تستحل الدم سواء إخوانى أم لا كما تم مع طالب كلية دار
العلوم ومن قبله طالب الهندسة والمصابين من الصحفيين. التمييز بسبب الرأى السياسى
جريمة لا تقل عن التمييز وفقا للدين أو الجنس أو اللون، نحن نريد دولة القانون،
وذلك لن يتم إلا بعدالة انتقالية تقيم محاكمات حقيقية وناجزة لكل من استباح إراقة
دم المصريين وروع أمنهم، وتفتح فى المقابل بابا للتصالح والتسامح مع من لم تتلوث
يده بالدماء، والتوقف عن خطاب الكراهية والعنف غير المبرر.
إن مواجهة الإرهاب واجب وطنى قائم على حزمة من المواجهات
الأمنية والفكرية والثقافية والاجتماعية مجتمعة معا. وفى حال فوزى كرئيس للجمهورية لن يكون هناك
وجود للإخوان كجماعة والحزب مرهون بأحكام القضاء، أما أفرادهم والمنتمين لأفكارهم
لهم كل الحقوق كمواطنين طالما التزموا بالقانون، دون تمييز أو إقصاء أو اجتثاث ولا
حرب كراهية كما نراه فى الإعلام، وهذا من شأنه غلق هذا الملف لتحقيق الاستقرار
الذى نرجوه.
أنت من مدرسة المشروع القومى، فمشروع عبدالناصر قام على
الاستقلال الوطنى، وفى ماليزيا كان مشروع مهاتير محمد التعليم.. فما هو مشروعك
الذى تبنى عليه برنامجك الرئاسى؟
محاربة الفقر هى قضيتى الأولى ومشروعى الذى يقوم عليه
برنامجى الانتخابى، والانتصار عليه بتنمية حقيقية تعتمد على نهوض صناعى ضخم يحقق
اقتصاد قوى، اعتمادا على الصناعات المتوسطة والصغيرة تتيح فرصة لاستيعاب طاقات
الشباب كنقطة بداية لإنقاذ الاقتصاد، ويوجد بالبرنامج خطة كاملة لذلك بدءا من
تحديد القطاعات التى يجب العمل فيها مرورا برفع كفاءة العامل وانتهاء بتوفير مصادر
التمويل، على سبيل المثال لدينا مشروع لإنشاء "بنك الصعيد" مهمته تمويل
كل ما تحتاجه منطقة الصعيد من خريطة الصناعات المتوسطة والصغيرة بمعايير ربحية
يضمن استمرارها. ولدينا طموح بإنشاء مجلس أعلى لهذه المشروعات التى تسهم فى حل
مشكلة البطالة، وقامت عليها تجارب الدول الصناعية الناهضة.
لدينا فى هذا الإطار مشروع "فدان لكل معدم"
وهى مساحة كافية، لأننا سنعتبر كل ألف فدان وحدة إنتاجية تعاونية واحدة، ويقدم لكل
فرد عشرة آلاف جنيه دعم من الدولة كقرض حسن، وهذه الوحدة يخطط لها طريقة إدارة من
أصحابها واختيار ما يصلح من الزراعات وتقديم الإرشاد الزراعى بأساليب حديثة
بالتعاون مع الدولة التى عليها شراء منتجات هذه الأراضى ومحاصيلها وتسويقها، ومن
أرباحها يتم تسديد القروض. ومع قيام صناعات قائمة ومجتمعات سكانية على خلفية هذه
الوحدات الإنتاجية التى ستعمم فى عدة مناطق من الجمهورية وفق تخطيط إدارى جديد
وهذا موجود فى البرنامج أيضا، وسيتم الاعتماد على وحدات للطاقة الشمسية الكثيفة
على قدر ما يوجد من المياه الجوفية والمعادن التى نقدم لها تصورا كاملا فنيا
وتمويليا لإنشاء محطات لها فى مصر، وقد خاطبنا بعض الجهات الأوربية التى لها خبرات
فى ذلك ومنها مؤسسات ألمانية لديها استعداد للمساهمة والتعاون فى ذلك.
وتصورى أن الشمس ستعطى لمصر ما قدمه البترول للخليج.
هذا الطموح الكبير فى البرنامج لتحقيق التنمية
والاستقرار الداخلى لديه جانب آخر لا يقل أهمية وهو الوضع الإقليمى والدولى .. فما
هى توجهاتك فى هذا الشأن؟
لا مستقبل لمصر بدون إدراك دورها فى محيطها الإقليمى
الذى بقدر ما يحمل من مخاطر يفتح أمامها فرص هائلة، فمحيطنا من ليبيا والسودان
واسرائيل ووضعه المتفجر وقد يكون عدوانيا، وداعم للإرهاب المنظم ضدنا، يفرض القيام
بدور مفتوح وليس التقوقع فى حدودها، والعالم من حولنا تتغير تحالفاته وأقطابه
ويستدعى مد علاقات واسعة مع الهند والصين وجنوب افريقيا وأمريكا اللاتينية
كمجتمعات ناهضة أصبح لها ثقل فى القرار الدولى، وتجاربها فى التنمية والقضاء على
الفقر والتحول الديمقراطى وتداول السلطة نموذج يجب دراسته والاستفادة منه، ومن هنا
جاءتنى فكرة ارسال البعثات كما فعل محمد على للوقوف على أسباب نجاحها فى ظروف
مشابهة لنا.
أما افريقيا هى المغنم الأخير الذى تتصارع عليه القوى
العالمية الكبرى، ومصر قائد طبيعى فى افريقيا فقدت دورها وعليه استعادته، ولدينا
فكرة لأنشاء منظمة جديدة لدول حوض النيل وقمة تجمع رؤسائها بانتظام، يمكن من
خلالها حل مشكلة سد النهضة، ونطرح رؤية بالمشاركة لضمان التنمية وتوفير الماء
والغذاء بصورة عادلة تسمح بتقدم دولها ويؤمن لنا ولهم مصادر المياه دون الجور على
حساب دولة على الأخرى. ويجعل مصر طرفا ورقما صعبا فى صراع الدول الكبرى على
افريقيا.
ولكن هذه خطط على المدى الطويل ولن تحل مشكلة سد النهضة
الجارى العمل فيه بشكل منظم؟
على العكس هذا يمكن أن يتم فى شهور قليلة والدعوة لقمة
دول حوض النيل بعد تحرك دبلوماسى يؤمن الاستجابة للدعوة، واستخدام أجهزة
الاستخبارات وإحياء علاقاتى التاريخية بهذه الدول، ولكن تتبدى إرادة سياسية واضحة
وجادة، ومن خلال لقائى بوفود من دول افريقية وسفرائهم ألمس هذه الاستجابة ولديهم
افتقاد حقيقى لدور مصر ويريدون استعادته وبصدق وكذلك ألمسه من وفود عربية وغربية.
نحن نقطة الاتزان فى العالم ويجب أن نتحرك وفقا لإيماننا بهذه القيمة والمكانة
التى حبانا بها الله.
رسائل قصيرة إلى:
المشير السيسى.. أرجو أن ينجيه الله من رجال مبارك
حسنى مبارك.. انتهى زمنك ونظامك لن يعود
ياسر برهامى.. أنا فخور بأنى ناصرى
مرتضى منصور .. لا رسائل
الشعب المصرى.. أنت مصدر القوة ومن بعد الله المدد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشر الحوار بجريدة التحرير - 19 ابريل 2014
لينك العدد:
http://tahrirnews.com/wp-content/uploads/2014/03/Th_20140419.pdf