سيدتى:
اليوم على غير موعد ودون مناسبة أرى وجهك الذى طالما أطل من زمن الحب، وجاد على منذ صباى بالبهجة رغم حزنه الدفين، تواريت عن العيون لتختبئ وراء ستار الزمن، لكنك كنت أكبر من الذكرى فى القلوب، وها أنا حين أمارس لعبتى بالهروب بين الأزمنة أجدك تجلسين على صخرة العشق التى ناديت فيها حبيبك، لتصبح مناجاتك بين المحبين دليلا.
أود برسالتى التى ربما لن تقرأيها أن أحكى لك عن تلك الصغيرة التى كان لهوها فى حارات وشوارع حى عابدين، وكم كانت سعادتها حين أشار لها أحدهم أن شادية ولدت هنا، وكأنى لمست القمر، هنا مرت الدلوعة وعاشت مثلى فى نفس المكان أيام لهوها وصباها، وتحت تلك الشمس رسمت أحلامها، فرحت أكتبك فى يومياتى وألصق صورك على جدران البيت وأتطلع فى ملامح وجهك الأسر للأنثى التى أحلم أن أكون على شاكلتها، بين الشقاوة والخجل كنت تجلسين على خارطتى، تمنحينى بصوتك الغد، وعلى حدود جسدك الرهيف أرى الدنيا التى أشتهيها.
تمر السنوات كالسيوف تقطع بين حال وحال، لكنك كنت دائما على عهدى بك تداعبين الفرح من وراء الألم لترسمين صورة النجمة التى أشرقت فى سماء الفن لحنا يعزف الجميع على أوتاره بكل المقامات، من المرأة المجهولة إلى زقاق المدق لم تزرعى الشوك، وبين اللص والكلاب كنت النور الذى اهتدى إليه الغريب، وفى الحب الذى عرفتيه أغلى من الحياة لم تسألى: من أنت؟
فاسمحى لى أن أجتهد بالإجابة، أنت الغزال الذى أتى النبع فارتشف منك العذوبة، واغتسل من دمعك الشوق ليرفرف النخيل..
سيدتى:
وأنت هناك تجلسين بين ضحكة وبكاء تغرسين فى كل صورك جزء من ذكرياتنا، وإن غابت كلماتنا عنك فلأننا أبناء النسيان، لكنك عصية على الغياب، فلكل امرأة نصيب من قلبها، وأنت حملت بين صدرك قلب الأم التى لم تكونيها، فاغفرى هفواتنا وعبثنا بالليالى التى كنت فيها القمر..
ومن هنا رغم احتمالات الزمن ستظلين فى عينى على نفس الصورة التى تفترشين فيها شاطئ البحر والرمل يذوب من لمسة قدميك والشمس تنتظرك حتى يرتوى منك الموج الظمآن، ويقبل جسدك المنذور للأنثى التى عشقتها المعانى وتبعثر الجمال على وجهها خجلا مما تحمله روحها النضرة.
اليوم على غير موعد ودون مناسبة أرى وجهك الذى طالما أطل من زمن الحب، وجاد على منذ صباى بالبهجة رغم حزنه الدفين، تواريت عن العيون لتختبئ وراء ستار الزمن، لكنك كنت أكبر من الذكرى فى القلوب، وها أنا حين أمارس لعبتى بالهروب بين الأزمنة أجدك تجلسين على صخرة العشق التى ناديت فيها حبيبك، لتصبح مناجاتك بين المحبين دليلا.
أود برسالتى التى ربما لن تقرأيها أن أحكى لك عن تلك الصغيرة التى كان لهوها فى حارات وشوارع حى عابدين، وكم كانت سعادتها حين أشار لها أحدهم أن شادية ولدت هنا، وكأنى لمست القمر، هنا مرت الدلوعة وعاشت مثلى فى نفس المكان أيام لهوها وصباها، وتحت تلك الشمس رسمت أحلامها، فرحت أكتبك فى يومياتى وألصق صورك على جدران البيت وأتطلع فى ملامح وجهك الأسر للأنثى التى أحلم أن أكون على شاكلتها، بين الشقاوة والخجل كنت تجلسين على خارطتى، تمنحينى بصوتك الغد، وعلى حدود جسدك الرهيف أرى الدنيا التى أشتهيها.
تمر السنوات كالسيوف تقطع بين حال وحال، لكنك كنت دائما على عهدى بك تداعبين الفرح من وراء الألم لترسمين صورة النجمة التى أشرقت فى سماء الفن لحنا يعزف الجميع على أوتاره بكل المقامات، من المرأة المجهولة إلى زقاق المدق لم تزرعى الشوك، وبين اللص والكلاب كنت النور الذى اهتدى إليه الغريب، وفى الحب الذى عرفتيه أغلى من الحياة لم تسألى: من أنت؟
فاسمحى لى أن أجتهد بالإجابة، أنت الغزال الذى أتى النبع فارتشف منك العذوبة، واغتسل من دمعك الشوق ليرفرف النخيل..
سيدتى:
وأنت هناك تجلسين بين ضحكة وبكاء تغرسين فى كل صورك جزء من ذكرياتنا، وإن غابت كلماتنا عنك فلأننا أبناء النسيان، لكنك عصية على الغياب، فلكل امرأة نصيب من قلبها، وأنت حملت بين صدرك قلب الأم التى لم تكونيها، فاغفرى هفواتنا وعبثنا بالليالى التى كنت فيها القمر..
ومن هنا رغم احتمالات الزمن ستظلين فى عينى على نفس الصورة التى تفترشين فيها شاطئ البحر والرمل يذوب من لمسة قدميك والشمس تنتظرك حتى يرتوى منك الموج الظمآن، ويقبل جسدك المنذور للأنثى التى عشقتها المعانى وتبعثر الجمال على وجهها خجلا مما تحمله روحها النضرة.
زينب حسن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشر فى جريدة الكرامة - 8/8/2009