الاثنين، 16 ديسمبر 2013

ميلاد على شهادة وفاة


 
 


 
 

إنه اليوم الذى انتظره محمود طويلا بعد عشرة أعوام زواج، ترددت فيها زوجته على عيادات المراكز الطبية منخفضة التكاليف، من طبيب لآخر وتحاليل وأشعات كان زوجها يتكبد عناء تكاليفها بالعمل فى أكثر من مكان أملا فى حلم الإنجاب من زوجته التى أحبها منذ الصغر، وها هو الحلم يتحقق بفضل الله الذى وضع فى رحم زوجته توأمين وتوجها معا إلى مستشفى الجلاء للولادة بعد أن جمع الرجل قيمة الولادة القيصرية ودفعها فى الحسابات ووقف بانتظار قدوم الصغيرين، وإذا بالممرضة تخبره أن الأم بحاجة إلى حقنة الـ "R.H" نظرا لاختلاف فصيلتى الدم بينه وبين زوجته، لم يكن فى جيبه سوى 250 جنيها بينما سعر الحقنة 300 جنيه، لأول مرة فى حياته يبكى متوسلا للموظفين والممرضات في المستشفى، من أجل إعطاء زوجته الحقنة ويترك بطاقته لحين سداد باقى قيمتها، لكن لا حياة لمن تنادى..

انهمرت دموعه من فرط ذل الموقف الذى استنجد فيه بأحد الأطباء ليستجيب لطلبه، ووصل به الأمر أن قبل حذاءه، فإذا بالطبيب يرد ببرود: "دى حاجة تخص المستشفى، وليس لى دخل بها".

 المأساة كانت أكبر من ذلك.. اتصل بأخيه لجلب باقى المبلغ وانتهت المشكلة، لكن يبدو أن حالة التوأم جعلتهما بحاجة إلى وضعهما في الحضانة، ولأن المستشفى ليس بها واحدة فارغة، فهو مجبر أن يحجز لهما فى مستشفى آخر، بإيجار يومى 200 جنيها! وقف محمود فى حالة ذهول بعد أن انقلبت فرحته على هذا النحو من الحزن والغم، ولم يجد سبيلا سوى العودة للبيت محاولا بيع أى شئ فيه بعد أن أغلقت كل أبواب الرحمة فى وجهه..
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق