لم أنتبه لشروق الشمس حين كنت أغنى لأسمع صوتى.. كدت أنسى الكلام فى هذه الغرفة المظلمة ذات الجدران الصماء التى لم أعرف بعد كيف دخلتها وقد خلت من الأبواب.. لا يربطنى بالعالم ان كنت فعلا لازلت حية سوى تلك النافذة الصغيرة فى أعلى الجدار
الحياة تبدو لى على حالها فى دورة تعاقب الليل والنهار.. يخاطبنى ضوء الشمس حين ينعكس خيالى على الحائط ونظل أنا وظلى نستعيد معا ذكرياتنا.. نضحك نبكى نتشاجر الى حد التشابك كأننا نخرج ما ترسب فينا من طاقة عنف مكبوتة أخفيناها وراء سنوات طويلة من التحمل واستيعاب الآخرين والضغط على الذات كى نبدو على القدر المطلوب من التهذيب واللياقة ...
فكم من مرة كنّا نريد تحطيم أشيائنا التى حتى كنّا نحبها.. وهل خلت الأيام من أنفاس حبسناها كى لا ننفجر كبركان محموم بجنون الحياة وشذوذها وعبثها..
بعد كل شجار نسكن الى بعض فى سكينة ونبدو كتوأمين التصقا للتو يتحامل كل منا على وجع الآخر.. نغتسل بالصمت حتى تعاودنا فرصة جديدة للتشفي من الماضى...